نادية مبروك-عبير جمال
طفل يرتدي ملابس العيد، يحصل على أموال العيدية من أبويه وأقاربه ليخرج إلي الشارع محتفلاً بشراء الحلوى والبالونات أو حتى الالعاب النارية ومسدسات لعبة يمارس بها لعبته المفضلة عسكر وحرامية، هذا هو مشهد العيد في مصر منذ سنوات ليست ببعيدة، إلا ان هذا المشهد اختفى في ظروف غامضة لتحل الشيشة محل البالونات، ويتبادل الاطفال السجائر بدلاً من الحلوى فيما يعرف حالياً بمقاهي الاندر ايدج
عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" تدوال رواد الموقع تحت عنوان "جيل المستقبل" فيديو لعدد ضخم من الاطفال يجلسون في مقهي ويقوم طفل من بينهم بتوزيع سجائر على زملائه من الاطفال، تكرار الظاهرة في فيديوهات مختلفة، دفعت "الدستور" لتتبع المقاهي التي تسمح بهذا السلوك المتمثل في وجود الاطفال والسماح بتدخينهم
رامي.م عامل بمقهي في شارع الحجاز بالمهندسين، لا يرتقي المقهي الذي يعمل به إلى الكافيهات، ولا ينخفض ليصل لمستوي المقاهي الشعبية، فهو بين ذلك وذاك، ولا تزيد اسعاره عن أسعار المقاهي الشعبية سوي جنيهات قليلة، كل هذه المميزات جعلت من المقهي قبلة لكل الاطفال الذين يريدون أن يثبتوا أنهم أصبحوا كبار بتدخين الشيشة على المقاهي
ويقول رامي، لو رفضت دخول الاطفال في العيد فمن الافضل أن أغلق المكان لان ايرادات اليوم لن تكفي لدفع استهلاك الكهرباء في هذا اليوم
وأضاف رامي مع ازدياد وتيرة التحرش في الاعياد، أصبحت العائلات تحجم عن الخروج بأبنائها، وحتى الازواج والمرتبطين أصبح العيد بالنسبة لهم يوم يهربون فيه من الخروج خوفاً من التحرش، والمقهي في الاساس يعتمد على موظفي البنوك المحيطة بالمقهي، فنحن بالقرب من شارع سوريا وشارع جامعة الدول والذي يضم عدد من البنوك ولكن بسبب الاعياد وإجازة البنوك تصبح المقاهي الموجودة في المنطقة خالية، لذلك فالمراهقين هم الحل الوحيد لاستمرار المقهي في ايام العيد الثلاث
وحول قانونية الفعل، يقول رامي نعرف أن الفعل غير قانوني، وفي المعتاد لا يجلس المراهقين أكثر من نصف ساعة بسبب الجلبة والازعاج الذي يقومون به والاعتراض من جانبي على سلوكهك فيتركون المقهي سريعاً ولا يدخنون لفترة طويلة
وفي شارع الرياض بالقرب من شارع سوريا، يقبع مقهي "قهوتنا" ويختلف بالكامل عن المقهي السابق رغم القرب منه، فالمقهي لا يسمح بدخول أشخاص أقل من 18 عاماً إلا في حالة أن يكون هذا الشخص مع مرافق من الاهل، ولا يسمح لمن أقل من 18 عاماً بالتدخين
ويقول خالد مدير المقهي، المكان له اشتراطاته ويخضع للقانون الذي يمنع بيع السجائر أو أدوات التدخين أو تقديمها لمن هم اقل من 18 عاماً
وحول قلة الزبائن في أيام العيد يقول خالد "المكان له زبونه الذي يأتيه من أي مكان في العيد أو غيره، وحتى أن لم يأتي زبائن فلابد أن نحافظ على الصورة الذهنية للمكان، والتى من أهم ما فيها الهدوء والالتزام بالقوانين
لم ينف النائب ممدوح الحسينى، عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، المسئولية التى تقع على عاتق المجلس ولجنة الإدارة المحلية بشكل خاص تجاه مواجهة هذه الظاهرة، موضحا ان هذه ظاهرة جديدة على المجتمع سوف تؤدى الى فساد جيل قادم من الشباب اذا لم يتم بحثها ومواجهتها والتصدى لها بكل قوة وحزم
وقال " الحسينى " فى تصريحات لـ"الدستور" ان الأطفال والمراهقين بشكل عام يميلون إلى التقليد،فيقلدون المشاهير وكل من يثير إعجابهم أو يلفت نظرهم فى الدوائر المحيطة بهم، ولكن ممارستهم للتدخين فى الأماكن العامة يفتح الطريق أمام نظرائهم من جيلهم لمحاكاتهم أيضا وبالتالى تكون احتمالية انتشار الفساد والعادات الخاطئة عالية جدا ، ويتحول الأمر الى خطر داهم على المجتمع بأكمله
ووعد النائب بتبنى هذه الظاهرة، وتقديمه لمشروع قانون يمنع المقاهى من تقديم المشروبات الكحولية والشيشة للأطفال دون السن القانونية، وتوقيع غرامات على كل من يخالف ثم الإغلاق فى حالة تكرار الأمر، بالإضافة لتقديمه طلب إحاطة يطالب فيه شرطة المرافق العامة بالقيام القيام بدورها فى الرقابة على هذه الأماكن ورصد المخالفات لإتخاذ الإجراء القانونى المناسب
الدكتورة هالة منصور استاذ علم الاجتماع،أوضحت أن أساس هذه الظاهرة هو تقصير الأسرة وعدم إستيعاب الأبوين للأبناء، بالأضافة لعدم وجود قواعد تحكم المجتمع فنجد أصحاب الكافيهات لا يبحثون الا عن مصالحهم الشخصية ومكاسبهم المادية ولا يهمهم اخلاقيات ولا مبادىء، مؤكدة أن ان البداية تكون بواقعة واحدة ثم عدة وقائع ثم تتحول لظاهرة عامة يصعب مواجهتها أو التعامل معها بشكل إيجابى
وقالت " منصور" أن الحل لموواجهة مثل هذه الظواهر الدخية على المجتمع المصرى لن يتم بين ليلة وضحاها ولكن يستوجب وضع خطة على المدى البعيد أساسها إعادة بناء المجتمع مرة أخرى وهذه يبدأ من الأسرة