View Static Version
Loading

من يملك الجنة؟ مصر 360

لا تَسبوا أصحاب المعاصي ولا تحتقروهم فإنما نحيا بستر الله ولو كشف الله عنا ستره لفضحنا، هكذا ظل الإمام أبو حنيفة، يعلم تلاميذه أن الجنة ليست بيد أحد من البشر وأن التآلي على الله سوء أدب مع الخالق عز وجل
احتكار الجنة، وتعنيف مُرتكبي الذنوب، تلك القضية التي أثارت جدلًا واسعًا خلال الأيام الماضية
انتشرت فتاوى المتشددين، في تحريم وتحليل ما يتماشى مع أهوائهم، فتارة يُكفرون أهل الكتاب من المسيحيين وغيرهم، وتارة يطردون غير المسلمين من الجنة، حتى أنهم يطردون بعض المسلمين منها إذا ارتكبوا ذنبًا
وكأن مفاتيح الجنة بأيديهم، أو أن خالقها وكلهم بذلك، فنسوا أن الله غفور رحيم، وأخذوا يلهثون خلف إثارة الجدل لكسب رضاء المجتمع والتماشي مع الثقافة الشعبية
يعُرف الدكتور حسن إبراهيم عبد العال، الثقافة الشعبة أو الجماهيرية، في كتابه التربية وصناعة الإبداع، بأنها تلك الثقافة التي نتجت عنها الثقافة الاستهلاكية، والتي فتت القيم الأصيلة السائدة في المجتمعات
وعرف الدكتور محمد الوكيل صاحب كتاب أسس الدعوة وآداب الدعاء، الدعوى الإسلامية، بأنها الدعوة إلى الله، ودعوة الناس إلى الخير والرشد
الدكتورة آمنة نصير ترى أن الثقافة الشعبية تؤثر بشكل كبير في عقول بعض الدُعاة الذين اتخذوا من ثقافة ستات البيوت منهجًا لهم في إطلاق الفتاوى الشاذة

روي، أنه كان لأبي حنيفة جار سكير نصحه حتى تعب من كثرة نصحه، وعندما لم يستجب الرجل، تركه الإمام، وذات يوم طرقت زوجته على باب أبو حنيفة، تدعوه للصلاة على زوجها فرفض، وفي منامه جاءه السكير وهو يتمشى في بساتين الجنة ويقول قولوا لأبو حنيفة "الحمد لله لم تجعل الجنة بيده"، ولما أفاق سأل زوجته عن حاله فقالت هو كما تعرف عنه غير أنه كان في كل يوم جمعة يطعم أيتام الحي ويمسح على رؤوسهم ويبكي ويقول ادعوا لعمكم فلعلها كانت دعوة أحدهم.

يقول الحبيب على الجفري إن الشباب لا يجدون ما يتعطشون إليه في الاستماع إلى ما يمس القضايا والمسائل التي تشغل بالهم، عند الكثير من المؤهلين من الناحية الشرعية، فيجتذبهم شذاذ الآفاق من أنصاف المُثقفين ومن يستغلون مشكلات الشباب ليعطنوهم أجوبة تناقض مقاصد الشريعة وصحيح الدين
وحذر الجفري، من 5 أسباب تساعد في ظهور الفتاوى الشاذة والضالة، منها تصدر غير المؤهلين لتقديم الفتوى للناس في أمور حياتهم المتعلقة بالجانب الديني، والجماعات الإسلامية المسيسة، وضيق أفق بعض المشتغلين بالفقه الشرعي
يؤكد الدكتور أحمد كريمة، أن الشخص الذي يمارس الدعوة يجب أن يحصل على تصريح الخطابة من وزارة الأوقاف، حيث يخضع لاختبار جاد في هذا المقرر التعليمي
وأكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، في كتابه "الفتوى والإفتاء.. البناء والمنهجية"، أن الأسباب التي أدت إلى فوضى الإفتاء الفضائي تعود إلى عدة عوامل هي: الجهل وعدم دراسة الأحكام الشرعية دراسة منهجية مؤصلة، وضعف الوازع الديني، وبريق الشهرة واتباع الهوى، وعدم استشعار مسئولية الفتوى وما يترتب عليها، والعجلة وعدم التأني والنظر والتأمل، وعدم وجود قانون ينظم الفتوى، والإعلام الذي يخرج الفتاوى دون عرضها على جهة مختصة بالإفتاء.