Loading

أنور وجدي الأسطورة الفنية التي سبقت عصرها وألغت كلمة مستحيل

البداية في حلب ورجل يعمل في تجارة الأقمشة تبور تجارته في نهاية القرن التاسع عشر فيشد الرحال على مصر باحثناً عن فرصة أفضل.

لم يكن رب الأسرة السوري يحيى الفتال يعلم إلى أين تنتهي رحلته لهذا عن ولدت زوجته طفله أنور كان قلقاً على المستقبل.

لم يكن الرجل يعلم أنه أنجب نابغة سيغير شكل السينما العربية بعد ميلاده بحوالي 35 عاماً تحت اسم أنور وجدي

ثلاثة جنيهات كانت أجره الذي قرره يوسف وهبي بعدما توسط الريجسير قاسم وجدي لأنور يحيى الفتال ليعمل في مسرح رمسيس، لهذا قرر الفتى أن يصبح اسمه الفني أنور وجدي، فشلت أحلامه في السفر إلى هوليوود لاحتراف السينما لكن فقره الشديد لم يثن عزمه وقرر أن يبدأ الرحلة من مصر ومن القاع بالعمل ككومبارس صامت في مسرح يوسف بك وهبي وأحيانا في كنس وتنظيف المسرح وصالته وغرف ممثليه

ربما على الحظ أن ينحني أحيانا للمجتهدين الذين تبعوا شغفهم

لعب دوره الأول كضابط في مسرحية يوليوس قيصر ليترفع أجره إلى 4 جنيهات ليشارك صديقه الفنان الصاعد عبد السلام النابلسي سكنى غرفة على سطح أحد المنازل وبدأ في العمل مؤلقاً لمسرحيات لفرقة بديعة مصابني بأجر 3 جنيه على المسرحية، كما شارك في بعض الإذاعات الأهلية مذيعا ومؤلفا وممثلاً حتى نهاية العشرينيات ليبدأ خطوته الأولى كممثل لدور رئيسي في مسرحية الدفاع عام 31 أمام يوسف بك وهبي لينتقل بعدها للفرقة القومية بأجر 6 جنيهات بطلاً لبعض عروضها

ومع انطلاق يوسف بك وهبي سينمائياً في بداية الثلاثينيات يستعين بأنور وجدي للعمل في أدوار ثانوية ليتقي فتى الشاشة الأول بمعشوقته الكاميرا لتبدأ الأسطورة التي لم تنتهي

يرشحه المنتج والمخرج أحمد سالم ليشارك في فيلم أجنحة الصحراء عام 1938 وقامت ببطولته راقية إبراهيم أمام حسين صدقي، ويقدم في عام 1939 أربعة أفلام دفعة واحدة، خلف الحبايب مع المخرج فؤاد الجزايرلي، والدكتور مع المخرج نيازي مصطفى، وبياعة التفاح مع المخرج حسين فوزي، أما فيلمه الرابع فكان واحداً من أهم أفلام السينما المصرية وواحداً من كلاسيكياتها الشهيرة وهو فيلم العزيمة الذي أخرجه المخرج الكبير كمال سليم وقامت ببطولته فاطمة رشدي أمام حسين صدقي.

مع بداية حقبة الأربعينيات أصبح أنور وجدي مطلوباً بشدة في تلك الفترة، حيث استغل منتجي السينما ومخرجيها ملامحه الناعمة ووسامته في تقديم أدوار "ابن الباشوات" الثري المستهتر الذي يكون رمزاً للشر، فشارك فيما يزيد عن 20 فيلماً من هذه النوعية في السنوات الخمس الأولى من الأربعينيات، ومن أشهر وأهم هذه الأفلام: شهداء الغرام (1944) مع المخرج كمال سليم، انتصار الشباب (1941) مع المخرج أحمد بدرخان، ليلى بنت الريف (1941) من اخراج توجو مزراحي، وفي عام (1944) قدم فيلم كدب في كدب أول بطولاته من اخراج توجو مزراحي.

لو قابل عرافاً هذا الشاب لتعجب من مستقبله وصمت للأبد

جاء عام 1945 ليكون واحد من أهم النقلات والمحطات المهمة في المسيرة السينمائية لأنور وجدي، عندما قرر أن يدخل عالم الإنتاج السينمائي بفيلم ليلى بنت الفقراء، وكتب سيناريو الفيلم أيضاً ورشح لبطولته ليلى مراد وكانت نجمة السينما المصرية الأولى ونجمة الشباك رقم واحد في تلك الفترة، ورشح أيضاً المخرج كمال سليم، ووافق كمال سليم ورحبت ليلى مراد وبدأت جلسات العمل للتحضير للفيلم، لكن أثناء ذلك يتوفى المخرج كمال سليم. يقرر أنور أن يستمر في انتاج الفيلم ويقرر أن يقوم هو باخراجه إلى جانب البطولة، ويعرض الفيلم ويحقق نجاحاً هائلاً ويصبح أنور وجدي مطروحاً على الساحة السينمائية ليس فقط كنجم وممثل وبطل سينمائي بل أيضاً كمؤلف ومنتج ومخرج.

بعد النجاح الهائل للفيلم قدم أنور مع ليلى مراد سلسلة من الأفلام حققت نجاحاً كبيراً وقام ببطولتها واخراجها وانتاجها ووصلت إلى 6 أفلام كتب القصة والسيناريو والحوار لها، وهم ليلى بنت الأغنياء عام (1946)، وقلبي دليلي عام (1947)، وعنبر عام (1948) وغزل البنات عام (1949) أمام الفنان الكوميدي الراحل نجيب الريحاني، وحبيب الروح عام (1951)، وبنت الأكابر عام (1953). وقدم أيضاً مجموعة من الأفلام بعيدة عن مشاركة ليلى مراد منها طلاق سعاد هانم عام (1948) مع عقيلة راتب، وقطر الندى عام (1951) مع شادية، أربع بنات وضابط عام (1954) مع نعيمة عاكف، وكلها بطولته وتأليفه وانتاجه واخراجه، وأنتج وألّف ليلة العيد عام (1949) لشادية وإسماعيل ياسين وشكوكو، والبطل، المليونير عام (1950) لإسماعيل ياسين، وليلة الحنة عام (1951) لشادية وكمال الشناوي، ومسمار جحا عام (1952).

يبتدع أنور وجدي طرقاً جديدة للتسويق لأفلامه فيطرح سؤالاً على الجمهور حول أحداث الفيلم يفوز صاحب الإجابة الأدق بها مثلما فعل السبكي بعد ذلك بـ50 عاماً في فيلم الرجل الثالث، ويسرب للصحافة الشائعات حول أبطال أفلامه وكواليس لم تحدث سوى في خياله حتى يقبل الجمهور على الفيلم ومشاهدته.

المصارع الذي قدموا شخصيته في فيلم شريك في لقاء مع وجدي

يواصل العمل بلا انقطاع حتى يضطر للانفصال عن ليلى مراد، يقدم الطفلة فيروز وتنفصل عنه فنيا بعد نجاح ساحق نتيجة لخلافات مادية يقرر الإرتباط بالفنانة ليلى فوزي

استطاع أنور وجدي بذكائه الفني والإنساني أن يدرك أن جمهور السينما في تلك الفترة كان يقبل أكثر على الأفلام ذات الطابع الغنائي فقدم في معظم أفلامه الغناء والاستعراض ونجح في ذلك إلى حد بعيد، وأهتم كثيرا بالرقص والغناء وكانت اللوحات الاستعراضية من أشهر ما عرف به، وكانت الديكورات ضخمة، فضلا عن الاهتمام بالملابس وبذلك كان منتجا لا يبخل على أفلامه، مع ذكاء واضح في إيجاد الحلول لبعض المشكلات أثناء التصوير.

قد يكون قبول الله لإحدى دعواتنا هو أسوأ ما يحدث لنا في الحياة

يستجيب الله لدعوة أنور وجدي فيصبح مليونيرا لكنه يشعر بأعراض المرض الوراثي الذي قتل والده وشقيقاته الثلاث، وهو الكلية متعددة الكيسات، ويصاب بوعكة صحية ينصحه خلالها الأطباء بضرورة السفر إلى فرنسا وعرض نفسه على الأطباء ولكن المرض لم يكن له علاج في ذلك الوقت

يصبح خلال العلاج ممنوعا تناول العديد من الأطعمة لتتحقق الدعوة كاملة، يعود لمصر لكن تصيبه وعكة أخرى بعد أشهر قليلة ويتم نقله على أثرها إلى مستشفى دار الشفاء، وتتدهور صحته للغاية فينصحه الأطباء بالسفر إلى السويد حيث تم اختراع جهازاً جديداً لغسيل الكلى وكان الأول من نوعه وبالفعل سافر أنور إلى هناك لتنتهي حياته عامل 1955 وعمره 51 عاما بعيداً عن أرض الوطن

NextPrevious

Report Abuse

If you feel that this video content violates the Adobe Terms of Use, you may report this content by filling out this quick form.

To report a Copyright Violation, please follow Section 17 in the Terms of Use.