Loading

دماء مسفوكة.. لإرضاءً المجتمع مصر 360

نساء بلا ثمن.. قتل النساء تحت شعار الشرف وغسل العار
آلاف النساء تُقتل كل يوم تحت شعار الـ”شرف” و” غسل العار”، حيث يفتخر مرتكبو هذه الجرائم بأفعالهم، متعللين بالـ”عرف” و”شرع الله”، ورغم وقوع حوادث شبيهة سابقًا، إلا أن وتيرتها ارتفعت مؤخرًا، ما جعلها مادة دسمة للنقاش
أن تبقي عذراء في عيون مجتمعك حتى لو كنتِ متزوجة”، جملة قد تصدمك للوهلة الأولى، لكن خلف الأحرف نجد صرخات آلاف النساء اللاتي قُتلن بداعي الشرف حيث يتخطى لفظ “العذرية” في المجتمعات العربية والشرق أوسطية
وتعني الالتزام بسلوك مجتمعي معين، تخطيه يقربك للموت، فمئات من الآباء والأخوة أقدموا على قتل بناتهم أو أمهاتهم، شكًا في سلوكهن، ثم خرجوا متفاخرين بأفعالهم مطمئنين لأحكام القضاء
ويقصد بـ “جرائم الشرف”، القتل الذي يرتكبه بحق أنثى أو مجموعة إناث في ذات الأسرة، وتكون الأسباب في الغالب ظنيّة تتعلق بشكوك حول ارتكاب الأنثى فعلًا “مخلًا بالأخلاق”، مثل الزنا أو إقامة علاقة “غير شرعية“
يقع سنويًا حوالي 5000 شخص وخاصة من النساء ضحية لجرائم قتل ترتكب باسم حماية الشرف في أنحاء متفرقة في العالم
تقارير لجنة الأمم المتحدة تشير إلى أن جرائم الشرف تقع في بلدان كثيرة منها باكستان، أفغانستان، الهند، إسرائيل، إيطاليا، الأردن، اليمن، تركيا السويد، العراق، المغرب، ومصر.
يحتل الأردن البلد صدارة الدول العربية في جرائم الشرف في العامين الماضيين، وتُستخدم المادتان 340 و98 عادة لتخفيف العقوبة على مرتكبي جرائم الشرف لتصل إلى بضعة أشهر بدل الإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة
لم يشفع الاحتلال وتبعاته، في إنقاذ عشرات النساء في فلسطين من نفس المصير، ففي أواخر العام الماضي، أقدم أحد الأشخاص على دفن ابنته حية في حفرة بعمق متر ونصف المتر بسبب تغيبها عن المنزل

كما تعاني مصر من آفة “جرائم الشرف” لا تزال هذه الجرائم تؤرق المجتمع، حيث أقدم أب على قتل ابنتيه بمنطقة الحوامدية بالجيزة العام الماضي، بزعم أن سلوكهما سيئًا وترتبط إحداهما بعلاقة غير شرعية مع أحد الشباب، حيث استدرجهما إلى منطقة زراعية وذبحهما وألقى بجثتيهما في الترعة ما أثار جدلا واسعًا حينها، وخرجت نداءات بتشديد العقوبات في مثل هذه الجرائم، والتي يُحكم فيها بعقوبات مخففة أو السجن ما بين عامين و4 أعوام

وكشفت إحصائية صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية عام 2018، أن 92% من الجرائم الأسرية في مصر تندرج تحت “جرائم الشرف”، وأن 70% منها ارتكبها الأزواج ضد زوجاتهم، و20% ارتكبها الأشقاء ضد شقيقاتهم

ويقول طه أبو الحسن، أستاذ علم الاجتماع، إنه لا يزال في معظم المجتمعات العرف والتقاليد هي السائدة، أحيانًا تكون أكثر قوة وتأثيرًا من القانون
استنكرت الدكتورة، آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إلصاق هذه الجرائم بالدين، موضحة أن الإسلام لم يسمح بها، كما أنه يحرم وأد الفتيات، ويحترم النفس البشرية، ويُعد قتلها من الكبائر