Loading

عروس الصعيد الأثرية قصة قطعة نادرة يحاول لصوص المنيا الوصول لها قبل الحكومة

جمال عبدالحميد

لازالت الكثير من الكنوز الأثرية المدفونة بأرض محافظة المنيا "عاصمة مصر القديمة" في مرمى الخطر، خاصة بعد ان استهدفها الكثيرين من تجار الآثار، شرقًا وغربًا بحثًا عن القطع الأثرية تهميدًا لبيعها ، إلا أن الوقائع التي ظهرت في العامين الأخيرين من اكتشافات تم الإعلان عنها من قبل وزارة الآثار أكدت تهريب قطعًا ليست بالقليلة، وتمكن اللصوص من الفوز في سباق الوصول للمقابر والمناطق الأثرية غير المكتشفة

آخر تلك الاكتشافات والتي ظهرت الأسبوع الماضي هي توصل عددًا من لصوص الآثار إلى مدينة أثرية بالجبل الشرقي بذمام قرية شيبة التابعة لمركز ابو قرقاص جنوب محافظة المنيا، وتبين من المعاينات الأولية أن المنطقة من المرجح أن يكون مدفونًا بها مدينة أثرية قديمة، وتعود للعصر اليوناني الروماني نظرًا لنوعية العملات التي تم العثور عليها بحوزة المتهمين بالتنقيب عن الآثار بتلك المنطقة

حيث تلقى اللواء ممدوح عبد المنصف مدير أمن المنيا إخطارا بورود معلومات إلى مباحث شرطة الآثار، بتردد مجموعة من الرجال الأغراب على منطقة شيبة الشرقية في مركز أبوقرقاص للتنقيب عن القطع الأثرية، وبإجراء التحريات تبين أنهم تشكيل عصابي تخصصوا في التنقيب عن القطع الأثرية، وكشفت التحريات أن التشكيل العصابي استطاع من خلال معدات الحفر العثور على مدينة أثرية كاملة تعود للقرن الثاني الميلادي والعصر القسطنطيني فضلا عن كنيسة أثرية، وأن التشكل اتفق على أن يقوم بتصريف وبيع القطع الأثرية بشكل جزئي وعلى دفعات، وأن الدفعة الأولى التي كان سيتم تهريبها تمهيدا لبيعها تضم أنية كبيرة بها 484 عملة أثرية تعود للعصر اليوناني و الروماني، كما أن المتهم الأول كان سينقل الآثار المهربة داخل سيارته الخاصة

نجد كذلك أن أحدث الاكتشافات الأثرية بتونا الجبل بمركز ملوي جنوب المنيا، والتي حضر إليها وزير الآثار للافصاح عن تفاصيلها، قد سُرقت من قبل اللصوص منذ عدة سنوات، الأمر الذي أثار استياء الكثيرين

حيث أعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار في شهر فبراير الماضي عن كشفًا هامًا بمنطقة الغُريفة شمال تونا الجبل وغرب مركز ملوي، إذ قال إن المنطقة كانت مطمعًا للصوص، وقد وصلوا لها منذ سنوات قد تمتد للستينات والسبعينات، وهي واعدة لأنها تعد عاصمة الأقليم الخامس عشر لأقليم مصر الوسطى، ولم تقم بها الحفائر اللازمة وبدأت الحفائر فيها نهاية منذ سنوات قريبة، وهي عباره عن جبانة آثرية جديدة، تضم كشف كبير له قيمة علمية وكل متخصص أثري سيقوم بدراسة شكل التابوت والبقايا الآدمية التي تم العثور عليها، ونحتاج لسنين عمل ودارسة لكي نفهم تلك المنطقة لأهميتها الكبيرة

وأشار الوزير خلال المؤتمر الذي أقامه للاعلان عن تلك المنطقة، إلى أنه تم سرقة تلك الجبانة شديدة الأهمية، وما كشف ذلك هو عثور بعثة الحفائر على "علبة كبريت" في المقابر أسفل الأرض تدل على تلك الفترة الزمنية، وأن منطقة الغُريفه عُثر بها حتى الآن على 8 مقابر بها40 تابوتًا لكهنة وكبار موظفين كانوا يعبدون المعبود الأساسي لهم وقتها "جحوتي"، ووجدنا مجموعة مجوهرات في حالة رائعة، وتوابيت خشبية مطعمه و4 أواني كوبانية، وأكثر من الف تمثال

في نفس السياق سادت حالة من الفرحة بين أبناء المحافظة في مايو من العام الماضي حيث تم الاعلان عن كشف أثري هام كان لأول جبانات للموتى الآدميين وليس الحيوانات في منطقة تونا الجبل، وقال عنها وزير الآثارإنها ستؤدي للعديد من الاكتشافات الأخرى، إلان أن الجميع تفاجىء حينما أضاف الوزير أن تلك المقابر تم سرقتها منذ أكثر من 60 عامًا، و ما دل على ذلك هو العثور على بطارية كاميرا ماركة “فيكتور”، وهي الماركة التي كانت تستخدم في الخمسينيات من القرن الماضي، حيث تمت سرقة الكثير من مقتنيات المقبرة البالغة الأهمية، ولم يتبقّ منها سوى المومياوات وكان من بينها مومياوات في حالة رديئة

وأرجع الدكتور مصطفى الوزيري الأمين العام لهيئة الآثار المصرية، على هامش المؤتمر الذي تم تنظيمه بالمنيا حينها للإعلان عن تفاصيل تلك المناطق، تسارع الكثيرين لسرقة الآُثار إلى هوس الثراء السريع، مشيرًا إلى أنه في القرن الماضي كان التكالب للتنقيب عن الآثار للعثور على ما يسمى ب" الزئبق الأحمر" لبيعه او استخدامه في معتقداتهم الخاطئة

وقال مصدر بآثار المنيا، رفض ذكر اسمه إن محافظة المنيا من المحافظات شديدة الأهمية في التاريخ المصري، فليس عجيبًا أن نرى كل تلك الضبطيات للصوص ينقبون عن الآثار، ويتسابقون مع المختصين في الوصول إليها أحيانا كثيرة، مضيفًا أن الجانب الشرقي بالمحافظة خاصة من المنطقة الخاصة بتل العمارنة " عاصمة مصر القديمة" وحتى بني حسن، هي الأكثر تضررًا من التنقيب خلسة =، نظرًا لامتدادها لعدة كيلومترات، وصعوبة تأمينها بالكامل، ولكن التأمين للمناطق المكتشفة فقط

وأضاف المصدر لـ " الدستور" إلى أن الآثار كانت تباع في الأسواق العامة حتى الأربيعنات أو الخمسينات من القرن الماضي لعدم وجود قانون يجرم ذلك، ولم يكن الغالبية يعرف أهميتها الكبيرة، الأمر الذي أدى لتهريب قطعًا شديدة الأهمية، أما الآن فالتنقيب أصبح بغرض الثراء ، خاصة أن الظروف الاجتماعية الصعبة لدى الكثيرين دفعتهم لذلك بحجة التغلب على مصاعب الحياة، حتى أصبح الأمر إدمانًا لدى الكثيرين ، الأمر الذي يؤدي بانتهاء حياتهم نتيجة للمخاطر التي يتعرضون لها

Credits:

Created with images by Nik Younie - "untitled image" • PixelAnarchy - "stairs light temple" • AussieActive - "Abu Simbel Temple, Egypt"

Report Abuse

If you feel that this video content violates the Adobe Terms of Use, you may report this content by filling out this quick form.

To report a Copyright Violation, please follow Section 17 in the Terms of Use.