Loading

أزمة الطماطم كيف تدمّر «الزراعة» ٦ آلاف فدان من المحصول؟

هايدي حمدي

لم تخمد أزمة الطماطم منذ شهرين بسبب استيراد بذور فاسدة، أدت إلى فساد محصول الطماطم في عدد من المحافظات، خاصة في وادى النطرون بالبحيرة ومحافظة كفر الشيخ ، إثر سماح وزارة الزراعة ووكيلها في مصر بمعاودة الاستيراد من جديد، رغم إقرارها بوقف استيراد صنف "023 "هجين" F1"، الذي تسبب في إصابة الزراعات بفيروس تجعد واصفرار الأوراق، الذي يزداد أثره السلبي في درجات الحرارة المرتفعة، والتي تم اكتشافها بعد تقدم عدد من مزارعي الطماطم تابعين لجمعيات الأهرام والبحر الفاضي ووادي النطرون، بشكاوى يتضررون فيها بالإصابة بفيروس تجعد إصفرار الأوراق .. وترصد «الدستور» القصة الكاملة لأزمة الطماطم منذ تفجرها وحتى تجددها في المرة الثانية
تجعد الأوراق هو مرض غير قابل للعلاج عند الإصابة؛ وتوجد عدة مراحل منه هي إصابة تامة أو جزئية ويمكن مكافحة الإصابة الخفيفة فقط، وبحسب تصنيفات العلوم الزراعية لا يوجد أي صنف من البذور يكون غير قابل للإصابة بالمرض، وهناك عوامل أخرى لها دور هام هي درجات الحرارة المرتفعة، ونسبة الرطوبة، وجودة التربة وغيرها، ويوجد أصناف مقاومة للمرض وأخرى غير مقاومة والحساسة للمرض

تجدد الأزمة

فجر الكارثة الحاج حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب الفلاحين، في تصريحات تلفزيونية، مؤكدًا أن وزارة الزراعة خالفت قرارها وسمحت باستيراد بذور الطماطم «المضروبة» من نفس الشركة التي تم حظر التعامل معها بعد ثبوت إصابة صنفها بفيروس تجعد الأوراق، موضحًا أن نفس هذه البذور تسببت في تدمير محصول الطماطم لـ 6 آلاف فدان

الدكتور صفوت عبدالله، الخبير السابق بمركز البحوث الزراعية، يؤكد أن محصول الطماطم دائم التعرض لهذا المرض، إلا أن السبب يعود إلى الشتلات غير المعتمدة من وزارة الزراعة، فالمعتمدة تحرص على مقاومة هذا المرض -التجعد- حتى في درجات الحرارة المرتفعة، ومن ثَمّ توجهت أصابع الاتهام أيضًا إحدى الشركات المستوردة للبذور عن ذلك، إذًا فهناك سببين لتوغل «التجعد» بين محاصيل الطماطم

لا تظهر أعراض «التجعد» إلا بعد مرور 40 يومًا من وقت الزراعة

قرار الوزير بوقف الاستيراد

في 14 نوفمبر الماضي، مَثَل الدكتور عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة، أمام لجنة الزراعة بمجلس النواب، وخلال الجلسة، أكد أن لجنة التقاوي بالوزارة قررت وقف استيراد صنف (023) من بذور الطماطم، لحين إعادة تقييمه مرة أخرى من الناحية العلمية، وذلك بعدما ثبث تطابق البصمة الوراثية خلال الفحوص التي أجريت بشأن الصنف بنسبة 96.3%

وأشار «أبو ستيت» إلى تلقي الوزارة شكاوى من مناطق البحيرة والنوبارية حول إصابات تجعد الأوراق في نباتات الطماطم في مرحلة مبكرة من النمو الخضري في مساحة 2819 فدانًا، وخلال الحملة التي ضمت معهد بحوث البساتين، أعلنت تقريرًا يعلن أزمة هذه البذور، أعقبه ارتفاع المساحة المضرورة إلى 3500 فدانًا، في حين شدد على أن الشركة التى تم الاستيراد منها شركة عالمية، ولديها التوكيل الحصري على مستوى العالم لإنتاج هذا الصنف، كذلك الشركة المستوردة لها التوكيل باستيراده داخل مصر

الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة

على الجانب الآخر، كشف الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي بوزارة الزراعة، في تصريحاته، عن نية الوزارة في التعامل مع كارثة الطماطم، حيث أكد أن قرار وقف الاستيراد تم اتخاذه إبان الأزمة فقط أي أنه قرار مؤقت بدليل عودة الأمور لطبيعتها في الاستيراد، معللاً أن وقف الاستيراد سيتسبب في الضرر بالنسبة لشركات البذور والتقاوي، لأن دورنا حيادي في الحُكم على صلاحية هذه النوعية من البذور من عدمها، وليس من صلاحياتنا منع الاستيراد أو وقفه من شركة معينة

الدكتور أحمد العطار رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي
وتأتي هذه التصريحات على الرغم من تأكيد التقرير الناتج عن مركز البحوث الزراعية، بإصابة محصول الطماطم في 43 منطقة تتركز في وادي النطرون وكفر الشيخ بالمرض الفيروسي، لكن بعد فحص شكاوى المزارعين المتضررين وُجد أنهم لم يتقدموا بفاتورة الشراء للصنف المتضررين منه وقاموا بالشراء من مشاتل غير مرخصة، تم تحرير محاضر لها سابقًا
وخلُص إلى أن مستورد الصنف (023) وبيانات الكمية المستوردة منه (حوالي 115.4 مليون بذرة) طبقًا للموافقات الاستيرادية خلال 2018، لمساحات منزرعة بلغت 19 ألفا و233 فدان، ولم ترد شكاوى من المزارعين للصنف خلال الأعوام الماضية

الوزارة تدافع عن نفسها

قال الدكتور حامد عبدالدايم، المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة، إن موافقة وزارة الزراعة لاستيراد تقاوي الطماطم ٠٢٣ بشروط الحجر الزراعي، حيث سيتم فحصها جيدًا من الحجر الزراعي في المواني قبل دخولها البلاد، وقد تم إدخالها الفحص بعد أن كانت خارج الفحص قبل ظهور إصابتها بتجاعيد الأوراق

وأكد في تصريحاته لـ«الدستور»، أن الفحص سيكون لكل أصناف بذور الطماطم التي يتم استيرادها وليس ٠٢٣ فقط، لافتًا إلى أن هناك إقبال على استيراد طماطم ٠٢٣ لارتفاع إنتاجيتها عن الأصناف الأخرى، وهناك إقبال من المزارعين على زراعتها ولن نسمح بدخول تقاوي مصابة بالفيروسات مرة أخرى

د. حامد عبدالدايم المتحدث باسم وزارة الزراعة

فيما أوضح الدكتور أحمد العطار، رئيس الحجر الزراعي بوزارة الزراعة، أن مستوردي بذور طماطم ٠٢٣ حصلوا على موافقات بالشروط الجديدة وقواعد مشددة، وأن يُرفق شهادة مع كل عبوات التقاوي بأنها خالية من الأمراض من دولة المنشأ، والتي تنتقل عن طريق البذور وإن ترفق الشهادة سحب عينات من التقاوي وتحليلها

وأكد «العطار»، في تصريحاته لـ«الدستور»، أن هناك تعهد من الشركة بتسويق البذور بفواتير رسمية معتمدة وأن تكون الشركة مسئولة بشكل كامل عن التسويق في حالة الإصابة بأي فيروس، كما أن الشركة المستوردة تتحمل الشحنات عند وصولها ويتم فحصها وتثبت أن الشحنات دخلت البلاد سليمة

وتحدث رئيس الحجر الصحي عن اشتراطات استيراد البذور، حيث تحليل تقاوي الطماطم لبعض الفيروسات معمليًا، وسيتم أخذ عينات من الشحنات المستوردة وإرسالها إلى الجهات البحثية وخاصة معهد أمراض النبات لفحصه معمليًا باستخدام التكنولوجيا الحيوية الحديثة للتأكد من التقاوي المستوردة، أيضًا أن تكون الطماطم المستوردة مصحوبة بشهادة صحية رسمية من بلد "المنشأ"، وأن يتم التأكد من جميع الشحنات التي يتم استيرادها من الخارج، والتأكد من خلوها من أي فيروسات أو آفات

د. أحمد العطار
وتعتبر مصر ثامن دولة في إنتاج الطماطم علي مستوى العالم، طبقا لبيانات صادرة عن وزارة الزراعة وتم خلال العام الجاري زراعة نص مليون فدان من المحصول بإنتاجية 20 طنا في المتوسط، ويبلغ متوسط إنتاج مصر من الطماطم 10 ملايين طن سنويا والصادرات نص مليون فدان

Credits:

Created with images by Marc Mueller - "Tomatoes by the Market" • Vince Lee - "Tomatoes on the vine" • MabelAmber - "tomato vegetable food" • Deniz Altindas - "untitled image"

Report Abuse

If you feel that this video content violates the Adobe Terms of Use, you may report this content by filling out this quick form.

To report a copyright violation, please follow the DMCA section in the Terms of Use.