Loading

ترخيص وهمي هل يحكم قانون الذخيرة الجديد فوضى السلاح؟

ميرفت مصطفى - كمال عبدالرحمن- سمر مدحت

فوضى عارمة، أصابت أسواق بيع وشراء الأسلحة البيضاء، ربما تكون بدايتها عقب ثورات الربيع العربي عام 2011، حين أصيبت البلاد بنوع من الانفلات الأمني، أدى إلى وجود أسواق غير مرخصة تبيع الأسلحة البيضاء في العلن بدون تراخيص رسمية، وبمخالفة للقوانين

ورغم تلك الحالة، إلا أن الحكومات المتتالية حاولت جاهدة إحكام قبضتها مرة أخرى على تلك السوق، ولعل آخر المحاولات موافقة مجلس النواب، خلال جلسته العامة أمس السبت، برئاسة علي عبدالعال، من حيث المبدأ على مشروع قانون مقدم من الحكومة بتعديل قانون رقم 394 لسنة 1954 في شأن الأسلحة والذخائر

المشروع تمت الموافقة عليه، بهدف تشديد العقوبة المقررة لحيازة أو إحراز الأسلحة البيضاء في أماكن التجمعات ودور العبادة ووسائل النقل بغير ترخيص، كما غلظ العقوبات على كل من استورد أو تاجر أو صنع بغير ترخيص الأسلحة البيضاء

ولم ينصب هدف القانون على تنظيم حيازة الأسلحة البيضاء فقط، ولكن شمل أيضًا اجراءات إحراز أو حيازة مسدسات وبنادق الصوت وضغط الهواء وضغط الغاز وذخائرها، منوطًا بوزارة الداخلية تحديد شروط حيازة تلك الأنواع من الأسلحة

النواب أشاروا في بيان لهم، إلى أن القانون رقم 394 لسنة 1954، في شأن الأسلحة والذخائر صدر ليلائم الفترة الزمنية التي صدر فيها لكن هذه الظروف تغيرت مما استلزم ضرورة مواكبة هذه المستجدات من خلال تشديد العقوبات القائمة

فوضى السلاح قبيل إقرار ذلك القانون، أدت إلى وجود ضحايا قتلوا غدرًا بأسلحة غير مرخصة، كالواقعة التي حدثت في منطقة المعتمدية بكرداسة قبل أيام، قتل نجل صاحب مقهى يدعى "سيد.ح" وبائع أسطوانات غاز يدعى "زيزو"، إثر إطلاق عدد من الطلقات النارية، من قبل شخصين، مما أسفر عن قتلهم في الحال

وكانت القضية عبارة عن خلافات مالية تجمع بين المتهم الأول "كريم.ن"، وبين المجنى عليه الأول "سيد.ح"، والذي دفعته للاستعانة بصديق له "المتهم الثانى"، حيث انتهز تواجده بالمقهى الكائن بمنطقة المعتمدية، وأطلق الأعيرة النارية تجاهه
وكانت الأسلحة النارية المضبوطة بحوزتهما، وهى عبارة عن 3 بنادق آلية "رشاش" غير مرخصة وإحداها تم استخدامها فى ارتكاب الجريمة
وفي شارع المخبز الآلي بمنطقة حى السلام التابعة لقسم ثانٍ بمدينة الإسماعيلية، لقى عجوز فى أواخر الخمسينيات من عمره مصرعه، بطلق نارى على يد نجله، في مشاجرة نشبت بين الشاب وعائلة أخرى توجه بسببها لإحضار سلاح نارى "طبنجة" من المنزل، وأثناء محاولة والده منعه والتشبث فى "السلاح" خرجت طلقة بطريق الخطأ أدت إلى وفاته، عقب نقله لإسعافه بالمستشفى.
بينما في محافظة الدقهلية تمكنت مباحث قسم أول المنصورة، مايو الماضي، من ضبط شخصين متهمين فى قتل مواطن بمنطقة مساكن مشعل بمدينة المنصورة، بجوار سوق البوتيكات بنادى المنصورة الرياضي باستخدام سلاح غير مرخص

يحكم حمل السلاح الأبيض، القانون رقم 394 لسنة 1956، والذي يحظر في مادته الأولى، حيازة أو إحراز أي من الأسلحة البيضاء المبينة بالجدول رقم واحد من القانون، وحدد الجدول رقم واحد كافة أنواع الأسلحة البيضاء من آلات حادة وسيوف وسكاكين وما شابهها من الآلات التي قد تسبب الجرح القطعي أو الوفاة في حالة التعد على أحد باستخدامها

وتكون عقوبة حيازة السلاح الأبيض بدون ترخيص حتى وأن لم يستخدمها حاملها، هي الحبس مدة لا تقل عن شهر وغرامة لا تقل عن خمسين جنيها ولا تزيد على خمسمائة جنيه كل من حاز أو أحرز بغير ترخيص سلاحًا من الأسلحة البيضاء المبينة بالجدول رقم 1

وتكون العقوبة الحبس لمدة لا تقل عن شهرين وغرامة لا تقل عن مائة جنيه ولا تزيد على ألف جنيه إذا كانت حيازة أو إحراز تلك الأسلحة في أماكن التجمعات أو وسائل النقل أو أماكن العبادة

وللتأكد من وجود فوضى في سوق السلاح، قامت "الدستور" بجولة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" على صفحات شراء وبيع الأسلحة البيضاء بدون تراخيص

إحدى الصفحات تسمى "تجارة سلاح للدفاع عن النفس"، يعرض به كافه أنواع الأسلحه غير المرخصة، وذلك من أسلحة بيضاء وأسلحة نارية وهناك سعر المطواه السوسته الأمريكي على سبيل المثال 120 جنيه فقط والكازليك البرازيلى 140، أما سعر المسدس التركي الجاكال فهو معروض بسعر 2000 جنيه فقط

وتحت اسم "سلاح الصعيد الجوانى عرب هواره"، وجدنا صفحة أخرى، عرضت للبيع بدون ترخيص أسلحه كثيرة ومتنوعة، سأل أحد الأعضاء المشاركين بالموقع عما إذا كانت هذه الصور للعرض فقط أم للبيع، فأكد له صاحبها أنها للبيع

وأكد القائم على الصفحة أن هذه الأسلحة للبيع وحرص على أن يكون التواصل في الشات الخاص لمعرفه التفاصيل، وتم عرض بعض أسعار قطع الأسلحه كاحد البندقيات 12000 جنيه

وصفحة أخرى تسمى "سلاح الصعيد والجبل الأبيض" وجدنا به العديد من طلبات لشراء أسلحة بأنواع مختلفة وتم إخفاء أسعارها ليتم معرفتها عند التواصل بشكل خاص

من نتائج البحث وحدد القانون أيضًا من يحق لهم حمل سلاح بدون ترخيص، وهم "الوزراء الحاليون والسابقون، موظفو الحكومة العاملون بأوامر جمهورية، موظفو الحكومة السابقون المدنيون والعسكريون، مديرو الأقاليم والمحافظون الحاليون والسابقون، أعضاء السلكين الدبلوماسى والقنصلي، موظفو المخابرات، أعضاء مجلس الشعب".

وبحسب موقع وزارة الداخلية، لكي يحصل أي مواطن على ترخيص بحمل سلاح أبيض، لا بد وأن يتقدم بطلب إلى قسم الشرطة التابع له، ومعه شهادة باطنة ونظر للتأكد من تأهيله لحمل السلاح

ولا بد ألا يقل عمره عن 21 عامًا، ويحدد نوع السلاح وسبب الحمل، ومرفق مستندات تدل على ذلك، يخضع الشخص المتقدم بعدها لكشف أمنى دقيق للتأكد من عدم وجود أى مانع قانوني

وبعدها يتم إعطائه مذكرة ترخيص بـ500 جنيه لمدة ثلاث سنوات ويتم تجديدها، ولا بد من شراء السلاح من مكانمرخص له بالبيع، ولا يجوز ترخيص أكثر من قطعتى رصاص وقطعتى خرطوش

وعن ذلك يقول اللواء محمد نور الدين، إن الأسلحة البيضاء تكون معروضة بشكل رسمي داخل "البترينات" في الشوارع بأسعارها الموضوعة، وهذا غير مقبول، لأنه يجب منع تلك الأسلحة المستوردة وعدم تداولها داخل مصر، لتقليل الحد في تلك الظاهرة التي أصبحت مشاعة بكثرة داخل الشوارع المصرية مؤكدا لـ"الدستور" أن تلك الأسلحة "المطوه" عقوبتها يتراوح إلى 7 سنين، أما الأسلحة "بندقية أو مسدس" أو ما يشبهها من أسلحة أخرى،عقوبتها الإعدام بالرغم عند إطلاق عدد من الطلقات النارية من الممكن أنها لا تؤدي إلى الموت، بينما الضربة بالسكينة أو المطواة تؤدي إلى الموت فورًا، ولا بد أن تشدد العقوبة على جميع الأسلحة بكافة أنواعها بكونها آلة تستطيع في إنهاء أرواح الكثير من المواطنين

وأبدى اللواء محمد نور الدين، ترحيبه بقرار سعى البرلمان إلى تشديد عقوبة حيازة الأسلحة البيضاء، في تعديلات قانون الأسلحة والذخائر الجديد، وإقرار عقوبة جديدة على حاملي مسدسات الصوت، وغيرها من الأسلحة التي لم تكن مدرجة من قبل

Created By
dostor dostor
Appreciate

Credits:

Created with images by MasterTux - "cartridges weapon war hand gun ammunition metal"

Report Abuse

If you feel that this video content violates the Adobe Terms of Use, you may report this content by filling out this quick form.

To report a Copyright Violation, please follow Section 17 in the Terms of Use.