أريج الجيار
وهنا، انطلقت "الدستور" في جولة مع الصيادين لرصد الحلول التي يلجأون لها في هذا الطقس المتقلب، بداية يحدثنا هشام محمود، أحد صيادي ساحل رشيد، إن العمل في الأجواء المتقلبة أمر صعب للغاية، وبوجود النوة يتعطل الشغل عامة، وساحل رشيد لا يوجد به الآن أي صياد، نظرا للطقس المتقلب وبشدة، وللأسف الصيادين هنا محدودي الدخل جدا، وإن لم يوجد شغل بالبحر والعمل بالصيد لا يجد الصياد قوت يومه، ومعظم وقت الشتاء لا يعمل الصيادون بسبب أحوال الجو، والصيادين كلهم على القهوة حاليًا
وتابع "محمود": "أن الصياد يعمل أسبوع وثلاثة لا يجد عملا، ومشروع بركة غليون قفل على الصيادين هنا، وقبل المشروع كان الصيادين يعملون كثيرا في البحر ويتعمقوا ايضًا، لكن وبعد افتتاح هذه البركة قل الشغل والعمل بالساحل لأن من يتعمق بالمركب تحذره غفر السواحل"، مؤكدا أن قرى البرج والسكري وأبو خشبة تعتمد على الله والبحر فقط، ولا دخل لديهم سوا رزق الله والبحر، وطالما لا يوجد بحر يعملون في أي شيء غير الصيد
وأكد "محمود"، أن الصيد في البحر مرتبط بالرياح وسرعتها وحالة الطقس عامة، وهناك مواسم لا يمكن للصيادين نزول البحر بها، مثل هذه الأيام وقد تمتد فترة جلوس الصيادين في منازلهم أو على المقاهي لأسبوع أو شهر حسب طبيعة النوة، وبعض الصيادين إن لم يجد عمل في البحر؛ فقد يعمل في النخيل أو الفلاحة أو التين، مضيفا: "وفي مثل هذه الأيام نربط المراكب في البحر ونتركها والرزق على الله، وأطالب بدعم الدولة للصيادين حتى تستمر هذه المهنة الشريفة
أما عمار السيد، من صيادي كفر الشيخ، فيقول إنه لا يمكن للصيادين في مثل هذه الأيام النزول في البحر ومحالة الصيد، نظرا لاضطراب الملاحة ووجود تقلبات حادة في الأحوال الجوية، وكل ما يفعله الصيادين هو ترك المركب في البحر وربطه على أي ساحل حتى لا تأخذه الموجه إلى أي مكان بعيد، ويذهب الصياد إلى منزله أو يجلس على القهوة أو يعمل في أي مجال آخر إن استمر الحال، بعيدا عن البحر
وأكد "السيد"، لـ"الدستور"، أن الصياد يضطر أحيانًا للعمل في مهنة المباني أو المقاولات أو أي رزق آخر يرياه مناسبًا، حال استمرار تقلبات الأحوال الجوية، مؤكدا أن تأمين البيئة التي يعمل بها الصياد وحمايته اجتماعيًا أمر هام ويعود على الدولة بالنفع والمواطن أيضًا، وتابع"وإن مهنة الصيد مهنة ربانية لأن الأرزاق فيها بيد الله وحده، فقط نحن نسعى بالعمل والسعي والرازق هو الله وحده
أما الريس خميس لبلوب، أحد صيادي الإسكندرية، فيحكي لـ"الدستور" عن حال الصيادين حال وجود تقلبات حادة بالطقس، قائلا: "إن أول ما نقوم به كصيادين هو ربط المركب جيداً، وإذا امسك البحر مدة 10 أيام مثلا فيضطر لاستلاف فلوس من الراجل الذي يورد له الأسماك في الحقلة أو ما شابه؛ لأن الراجل هذا يضمنه في العمل وكميات الأسماك وغيره
ويتابع الريس خميس، أنه حال حدوث كسر بالمركب نتيجة النوة أو التقلبات الجوية، فلابد أن يذهب الصياد للتأمين وصرف مبلغ تأميني مقابل هذا الكسر الذي حدث للمركب، هذا في حال إذا كان هناك تأمين على المركب، أما في حالة عدم وجود تأمين فعلى نقابة الصيادين الوقوف بجانب الصياد ودعمه حتى إصلاح المركب الذي تعطل.
موضحا الريس خميس، أن التأمين على المركب يكون في التأمينات العادية مثل التأمين على الأشخاص، وعلى الجمعيات المعنية بالصيادين صرف بدل حوادث للصياد حال حدوث أي شيء له أو للمركب، ولابد أن يكون هناك ندوات باستمرار للصيادين مع المسئولين أو المحافظ حول إشكاليات الصيد وسبله، وكيفية دعم الصياد، لأن الصياد البحر أمامه مفتوح ولا توجد أمامه قيود، وحتى لا يرتكب الصياد أي أخطاء لا بد من توفير البيئة المناسبة والمعدات والأدوات والتشريعات التي تحتاجها المهنة حتي تقوم على أساس صحيح، واليوم حين لا يحتاج الصياد شيء ما لا يجد من يقف بجانبه، رغم ان مهنته شريفة ولا يشوبها أي شيء غير أخلاقي، والصياد ينحرف عن عمله ويرتكب أخطاء حال فرض قيود بعينها عليه، والبحر لا يعطي للصياد كل يوم لكنها أرزاق بيد الله، والصياد يضطر لتهريب الأشخاص والعمل في الهجرة غير الشرعية أو غيرها أو حتى تهريب المنوعات من المخدرات أو السلاح بسبب قلة دخله وعدم دعمه معنويًا أو ماديًا.
وتابع الريس خميس: "أن اللواء إيهاب فاروق، محافظ الإسكندرية الأسبق، كان يأكل معنا في طبق واحد، والآن كل مطالب الصياد يرد المسئول عليها "لا يوجد"، ورغم وجود جمعيات معنية بالصيادين ونقابة؛ لكنهم اسم على ورق وبها مصالح ومنح غير معروفة
وتابع الريس خميس، أن حال وجود الصياد في البحر للصيد وحدثت موجة من التقلبات، لا بد من وجود راديو إذا كان المركب أطول من 12 متر للحديث مع المسئولين وطلب استغاثة إذا حدث أي أمر وهو في عرض البحر، وأحيانًا يقوم الصيادين بعمل شبكة يدوية من خلال التنسيق بينهم اذا كانوا لا يمتلكون راديو إشارة، في الدول المتقدمة يوجد محطات لرصد وكشف الصيادين والعناية بهم في البحر أو حدوث أعطال أو تقلبات، إذا لا بد من وجود اهتمام بهذه المهنة لأن الصياد لديهم أولاد وبيت يحتاج إلى مصاريف، مضيفًا أن هناك مسئولية مشتركة على الجميع، ولا بد من التكاتف بين المسئولين أولا والصيادين؛ حتى يعود بالنفع على المهنة والوطن إجمالا، وحتى لا يقع الصياد في أحضان تجار المخدرات والسلاح والممنوع
عايش على الأبلكيشن عشان أعرف الرياح وارتفاع الموج بهذه الكلمات بدأ معتز رسلان، صياد محترف في الإسكندرية، حديثه لـ"الدستور" مضيفا أن الأزمة التي يمروا بها نتيجة التقلبات الجوية تمنعهم من الصيد، موضحا أنهم يعلمون معاد النوة قبل وقوعها، وأن المراكب الصغيرة والوسطى لم تستطع الذهاب إلى الصيد خلال تلك النوة
وتابع "رسلان": "عندما تكون سرعة الرياح تتخطى 36 كيلو متر فى الساعة يصعب توجههم للصيد، مما يؤثر على الصيادين الذى يعتبر الصيد مصدر رزقهم الوحيد الذى يعيشون منه منذ عشرات السنين، مما تسبب فى إحداث مشكلات أسرية واجتماعية، وأن تلك الفترة المتواجد في أسواق الأسماك سمك المزارع وليس سمك بحر
وأوضح الصياد المحترف أن البحر رزقه واسع، فعندما يذهب للصيد يرجع بكميات هائلة من السمك؛ ويوزعها على أقاربه وأصدقائه، مشيرا إلى أن رحلة الصيد اليومية تكلفه مبلغ طائل، لكن رزق البحر يمحو تلك التكاليف
Credits:
Created with images by MIDHUN GEORGE - "When the sun melted" • Tom Barrett - "Good vs. Evil" • Robert V. Ruggiero - "Fishing in color" • Mathieu Le Roux - "Fishing in Brittany" • Fredrik Öhlander - "Stilsfishing in Unawatuna" • Maarten van den Heuvel - "Fisherman at work from above" • Bruno van der Kraan - "Lost at sea" • MIDHUN GEORGE - "When the sun melted" • Criação PMF - "Santinho - Nascer do Sol" • David Troeger - "Triumfadora" • Activedia - "fish fisher boat" • Hamish Weir - "untitled image" • Guillermo Sánchez - "The loneliest fisher on earth" • Christoffer Zackrisson - "Fisherman" • Malte Wingen - "The hands of a fisherman"