Loading

المذبحة من يحمي الأطباء البيطريون من الضرب والاعتداء داخل مجازر الحيوانات؟

سمر مدحت

صباح 11 نوفبمر الماضي، كان الطبيب "أ.ع" يقف داخل مجزره بمركز دمنهور في محافظة البحيرة، منتظرًا الجزارين الذين يأتون من كل مكان ليأخذون موافقته على ذبح حيواناتهم بعد إجراء الكشف الطبي عليهم

دخل أحد الجزارين إلى المجزر يريد أن يذبح البقرة الخاصة به، إلا أن الطبيب عقب إجراء الكشف الطبي رفض ذبحها وأكد ضرورة خضوعها للعلاج في البداية، فتشاجر معه الجزار الذي صمم على ذبحها الآن وطعن الطبيب بسلاح أبيض

صورة أرشيفية

الطبيب البيطري لم يكن الأول، فهو واحد ضمن ضحايا كثيرون من الأطباء البيطريون، الذين يتعرضون بشكل يومي للضرب والانتهاكات داخل مجازر الحيوانات، على يد الجزارين بسبب خلافات حول ذبح المواشي والحيوانات

كان سبب الواقعة هو خلافات حول عملية ذبح المواشي الخاصة بالجزار، والذي ضرب الطبيب بسلاح أبيض وتم نقله إلى المستشفى، لتلقي العلاج اللازم، وحرر محضر حمل رقم 31941 بمركز شرطة دمنهور

وأعلن الدكتور حسني عباسي مدير المديرية، إنه جرى إيقاف الجزار المعتدي لمدة شهر من قبل المديرية طبقًا للقانون، وإعداد مذكرة تفصيلية ومخاطبة المحافظ لمنع الجزار من دخول المجزر لمدة سنة تمهيدا لإيقافه نهائيا طبقا للقانون

وقال في بيان له: "لن نترك حق الطبيب المعتدى عليه، المديرية تقف خلفه وبكل حزم وإصرار لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، وهناك وفدًا من المديرية توجه لمنزل الطبيب المصاب لزيارته والاطمئنان علي صحته وتقديم يد العون له

يوجد في مصر 484 مجزرًا خاص بالحيوانات والدواجن، ما بين آلي ونصف آلي ويدوي، فقد شهد عام 2012 تشغيل عدد 5 مجازر جديدة لذبح الحيوانات، كذلك تم تشغيل 13 مجزرًا جديدًا للدواجن، ليصبح إجمالي عدد مجازر الدواجن على مستوى الجمهورية 282 مجزرًا، تعمل بنظام الورديات تنتج يوميا مايقرب من 600.000 طائر مذبوح

ويبلغ عدد الأطباء البيطريين 60 ألف طبيب بيطري منهم 11 طبيبًا بيطريًا معينين في الحكومة، موزعين على الهيئة العامة للخدمات البيطرية و27 مديرية طب بيطري في مصر، بحسب تصريح سابق للدكتور خالد العامري، نقيب الأطباء البيطريين

ويتخرج في كليات الطب البيطري بجامعات مصر كل عام نحو 4000 طالب، 450 يتخرجون في جامعة القاهرة (أكبر جامعة في مصر)، 80% من خريجها عاطلون بلا عمل، ويحال للتقاعد 7 آلاف طبيب بيطري سنويًا من أصل 11 ألف بالمستشفيات دون تعيين غيرهم.
لم تكن الواقعة السابقة هي الأولى، فقدت تعرض الطبيب "س.ش" للاعتداء خلال مطلع العام الحالي، في مجزر بمحافظة القليوبية. يقول: "جزار كان عايز يدبح بقرة، لكني بعد ما كشفت عليها لاقتها مصابة بالسل، فلازم تخضع للعلاج الأول

يضيف: "الجزار صمم أنه يدبحها وأنا رفضت بشدة، فجاءة لاقيته طلع سكينة من جيبه، وضربني بيها في بطني، جرح 5 غرز مكنش عميق، واتنقلت المستشفى لكن الجزار هرب"

صورة أرشيفية

يؤكد أنها ليست الواقعة الأولى، فقد سبق وحدث نفس السيناريو لأحد الأطباء البيطريين من زملاؤه: "الدكاتره بينضربوا خصوصًا البيطريين، لأننا بنتعامل مع أهالي المحافظات بيفتكرونا مش خريجيين طب ولا لينا نقابة تحمينا

صورة أرشيفية

يحدد دستور اللحوم رقم 517 لسنة 86 القواعد الطبية البيطرية العالمية لتحديد صلاحية اللحوم للإستهلاك الآدمى وتتخلل هاتين المرحلتين مرحلة تجهيز الحيوان للذبح، فلا يجوز دبح أي ماشية إلا بعد الكشف الطبي عليها بالمجزر بحسب القانون

وينص القانون على أنه لا بد من توقيع الكشف على أعضاء القلب والرئتين والكلى والكبد والأمعاء الليمفاوية؛ للتأكد من سلامتها وعدم احتوائها على المسببات المرضية المعدية

ومن أشهر تلك الأمراض المعدية، الدرن والديدان والحويصلات الطفيلية التي تنتقل إلى الإنسان وتسبب له العديد من الأمراض، والتي تسمى بالأمراض المشتركة ويتم ذلك طبقا للقواعد الطبية البيطرية

كما ينص على أنه قبل الإذن بذبح الحيوانات يجب التأكد من توافر الشروط الصحية الخاصة بنظافة العنابر بالمجزر، وتوفر المياه والكهرباء وعـــدم تعطل مجارى الصرف

وكذلك تلافي العوامل التي تؤدي إلى هياج الحيوانات وخوفها، وتزيد من إفراز الادرينالين والحيلولة دون تأثيراته السلبية على النزف والتيبس الرمي الذى ينعكس على طراوة اللحوم وجودتها ومدة حفظها

أما المادة رقم 119 من قانون الزراعة 53 لسنة 1966 والقرار رقم 27 لسنة 1967، فقد خصت بالقوانين الوضعية التي تجرم استعمال القسوة مع الحيوانات فلا يجوز استخدام القسوة في إعداد الحيوانات للذبح بالمجازر كالضرب على الرأس أو قطع العراقيب أو فقأ العين

وفي الإسماعيلية خلال عام 2017، سبق واعتدى جزار على طبيب بيطري في أحد مجازر السيدة زينب، وقام باحتجازه داخل المجزر، واستدعا له زملاؤه الجزارين وقاموا جميعًا بضربه وتم القبض على الجزار
وصرح محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين في غرفة القاهرة التجارية، بإنه لا بد من تطبيق قانون منع دخول أي جزار إلى المجزر بدون حمله كارنيه، مؤكدًا أن وزارة الزراعة تتحمل مسؤولية ذلك

وشدد على ضرورة فصل المحليات عن المجازر، وأن تكون المجازر تابعة للطب البيطري، وليس المحليات، مطالبًا بزيادة مرتبات الأطباء البيطريين، وتحديث المجازر وأسلوب عملها، بالإضافة لوجود نقطة شرطة أمام المجازر

Report Abuse

If you feel that this video content violates the Adobe Terms of Use, you may report this content by filling out this quick form.

To report a Copyright Violation, please follow Section 17 in the Terms of Use.