Loading

من أجندة الفيبرومالجيا حكايات مرضى متلازمة الإعياء المزمن

إيناس سعيد

شعور دائم بالإرهاق وعدم الراحة يقابلها صعوبة في النوم لبضع ساعات متواصلة فالقلق الدائم هو سيد الموقف،صداع لا تتوقف أجراسه عن الضرب في جميع الأوقات صباحية كانت أو مسائية، أعراض مختلفة ومتفرقة إما اسهال مزمن أو امساك أو مغص، كل هذا ويكون البطل الرئيسي لكل هذه الأعراض والذي يزيدها سوءًا "اكتئاب مزمن"

الآمهم هي عديدة تصاحبهم في معظم أنحاء جسدهم، فتارة تجدها في نطاق الاكتاف حتى الذراعين، وتارة تستولي هي على الظهر بأكمله حتى الأسفل، وتارة تنهش في القدم، لتبدأ رحلتهم في الكشف عند الأطباء المختصين بأمراض العظام، لظنهم أن هذا هو مصابهم والحل لنجاتهم

لكن تستمر رحلة الألم والوجع والضعف الذي لا ينتهي، وتأتي كافة التحاليل والأشعة التي يطلبها الأطباء للوقوف على سبب أوجاعهم والآمهم جميعها بالسلب، ويكون الرد المعتاد "شوية إرهاق بس ريح نفسك"، وهناك رد آخر من عينة "دا بيدلع عليكم بس

ليصمت الجميع عن الكلام وتستمر أوجاعهم دون توقف تهاجمهم من كافة اتجاه، ومن كل حدب وصوب دون حصين ليقف لها حاميًا ومانعًا من الوصول بهم إلى الفتك بأنفسهم، لتنتهي رحلة الكشوفات المستمرة والمسكنات والأشعة والتحاليل، ويلخصها طبيب "صدفةً" بعد أعوام من المرض المزمن والضعف المستمر، وتكون الإجابة "الفيبرومالجيا

الفيبرومالجيا" وهو الإعياء المزمن، تم تشخيصه والاعتراف به منذ ثلاثين عام فقط، وترتفع نسب إصابة النساء به عن الرجال، ومازال قيد البحث والإستدلال للوصل إلى علاج دائم وقاطع له، لم يتم التوصل إلى نسبة محددة لعدد المرضى المصابين بمرضى الفيبرومالجيا وذلك لصعوبة تشخصيه

الدستور.. تفتح ملف "الفيبرومالجيا"، لرصد الملابسات والأخطاء الشائعة التي يعاني منها بعض المرضى المصابين به، وتكون سببًا في التشخيص الخاطيء لأعراضه، التي تلازمهم لفترات طويلة، مع صعوبة بعض الأطباء في تشخيصه من الوهلة الأولى أو حتى بعد أعوام من الكشف والتحاليل والأشعة المختلفة

طه: "أنا أساسًا طبيب ومعرفش إن في مرض اسمه فيبرومالجيا"
"تخيلي أنا أساسا طبيب ومعرفش إن في مرض اسمه فيبرومالجيا".. بهذه العبارة بدأ الدكتور طه وفا، مختص طب الأسرة، حكايته التي بدأت منذ 10 سنوات مع مرض الفيبرومالجيا، والتي بدأت أعراض منذ أعوامه العشرين، ولكن تم التشخيص الصحيح له كمريض فيبرومالجيا، عند بلوغه الثلاثين من عمره

خمس أعوام هي رحلة الدكتور طه في السعي والبحث حول أسباب آلامه التي غزته دون سابق إنذار، يقول " من خمس سنين يعني من 2013، بدأت الآم في كل الجسم، روحت أكشف عند دكاترة عظام ودكاترة روماتويد، وأعصاب، وكان الرد إن دي ممكن تكون خشونة لكن أنا طبيب ومكنتش مقتنع بالتشخيص دا، لأن الخشونة طبيعي بتيجي لكبار السن، بس قلت يمكن أكون حالة نادرة وجاتلي من بدري، وعملت كل التحاليل المطلوبة مني وطلعت طبيعية واختلفت تشخيصات الدكاترة، كنت عايش على المسكنات لأني ملاقتش حل

وتستمر بعدها أعوام أخرى يصعب معها احتمال الآم التي تغزي أنحاء الجسد، ولا يستطيع "وفا" تفسير أسباب هذه الآم، وتستمر رحلة المسكنات، لتأتي وتصاحبها الآم في الجهاز الهضمي، وإسهال مستمر وغثيان دائم دون سبب واضح، وتقرحات في الفم، وتستمر معاها صعوبة تشخيص وتحديد المرض الذي يجعله يعاني من كل هذه الأعراض التي يصعب عليه كطبيب تشخصيها لمحاولة طلب العلاج المناسب

ويصعب عليه الاستمرار في عمله في مكتب الصحة التابع للقرية التي يعمل بها في محافظة الدقهلية، دون أن يعي من حوله بحجم الآم الذي يعانيه وعدم قدرته على العمل لمدة دوام العمل السبع ساعات، يحكي "بدأت اسرش على الانترنت، ومشيت على نظام غذائي معين، لتقليل السكريات على اساس إن هي تكون السبب في الآلام اللي كنت فيها، وبدأت ارتاح شوية، بس الوجع مخفش، وخسيت لدرجة اني بقيت خمسين كيلو، وجسمي ضعف

تصل درجة الألم لمريض "الفيبرومالجيا" لدرجات يصعب قياسها للشخص العادي فقط، ولكن بالنسبة لـ"وفا" "الوجع بيوصل لدرجة إني مقدرش اتقلب أو ارفع إيدي، أو حتى ملاية خفيفة لو محطوطة عليا تسببلي وجع شديد"، يسترسل "شغلي اتأثر بسبب المرض الغريب دا، وضاعت عليا فرص شغل كتير بسبب إني مقدرش اشتغل لـ 8 ساعات متواصلين أبدا، ودا خلاني فتحت عيادة في البيت لما بكون قادر اشتغل بافتحها

ومع نتائج التحاليل المختلفة والأشاعات التي لم تثبت وجود أي خلل أو قصور، كانت الحالة النفسية أصعب، وعدم استيعاب المحيطين لعدم قدرة "وفا" على ما يمر به في جسده من أوجاع مختلفة أصعب، يقول " طبعا الاوجاع والام اللي عندي مش خلتني أقدر استمر في مكتب الصحة التابع للقرية، وكانوا في البيت مش قادرين يحسوا بالاوجاع دي خاصة إن كل تحاليلي والاشعة بتقول إني سليم ومش فيا حاجة، فطبعا الاوجاع دي ومحدش جنبي، كل دا سببلي اكتئاب، واضطرني اروح لدكتور نفسي في المنصورة، وهو اللي شخصني بمرض "الفيبرومالجيا

"الفيبرومالجيا" اسم أعلنه طبيب نفسي للدكتور طه، ليلخص بها رحلة دامت لعام كامل من الكشف بين أطباء التخصصات المختلفة، وتبدأ رحلة جديدة من اكتشاف هذا الغامض الذي لم يستطع "وفا" أن يعلمه، "وقتها بدأت ابحث عن مرض الفيبرومالجيا دا، ولاقيت إن كل اللي بعاني منه فعلا بيتناسب مع تشخيص المرض دا، وبدأت أحاول أعرف العلاجات المناسبة، وللاسف مفيش أي علاج رسمي ونهائي يعالج الفيبرومالجيا، كلها مهدئات ومضادات اكتئاب

ومن خلال عملية البحث المستمر والمتواصل لمعرفة نوعية هذا المرض الغريب الذي لم يستطع "وفا" تشخيصه رغم امتهانه لمهنة الطب، توصل إلى أن "الفيبرومالجيا هو عبارة عن ألم دائم طول الوقت عمره ما بيروح، وبيسبب عدة هجمات بتيجي في اماكن محددة من الجسم، ويمكن قياسها من 1 إلى 10 ، وأكثر اماكن الوجع كانت في الكتفين والرجلين واسفل الضهر، بالإضافة إلى الضباب الدماغي وعدم التركيز

شيماء: صعوبة تشخيص "الفيبرومالجيا" والتشخيص الخاطيء من الأطباء أصابها بورم على المبيض

"كشخص يعاني من "الفيبرومالجيا"، أنا لا أطلب تعاطفك ولكن أريد أن تفهم من أنا لأنني قد أنسى من أكون! بالأمس قد أكون قد أكون في قمة النشاط والحيوية، واليوم قد أقضيها طريحة الفراش، على الرغم من أن آلامي منتشرة في جميع أجزاء جسدي، الا ان قدمي هي أكثر ما يؤلمني، ليس من السهل العيش مع مريض "الفيبرومالجيا" ولكن الأصعب عندما لا يتفهمك الآخرين

هي رسالة اتخذتها شيماء الجندي، التي تخطت أعوامها اثلاثين، في رصدها ونشرها على صفحة الفيسبوك الخاصة بها، بعد أن تم تشخصيها بمرض "الفيبرومالجيا" في عام 2017 الماضي، بعد أن استغرقتها رحلة الكشف عن الأعراض التي عانتها وعايشتها لعشرين عام

"شيماء" عضو وحدة قياس الجودة ومدرب بالاكاديمية المهنية للمعلم، والتي توفي والديها منذ عشرين عام، وتفرغت لتربية أخواتها الثلاثة، وبدأت آلامها منذ هذا التوقيت، الذي مثّل ضغط نفسي وعصبي لفراق والديها، وانتقال مسؤلية اخواتها الثلاثة في رقبتها، لتفضلهم عليها وعلى صحتها وتتغافل الأوجاع التي صاحبتها، وتكون المسكنات هي الحل المؤقت لها

"شهادة MBA، دبلومة إدارة الموارد البشرية، دبلومة إدارة الأعمال والجودة، دبلومة أسرار التسويق، البرمجة اللغوية العصبية، دبلومة إدارة العقل، التقويم الذاتي وخطط التحسين" خبرات ودورات حصلت عليها "شيماء" لشغفها بالعلم والتعلم ولتحسين ذاتها على التطور في عملها وحياتها، دون أن يقف أمامها عائق، سوى "الفيبرومالجيا" الذي كان سببًا في تراجعها خطوات قليلة إلى الخلف

ومع انتهاء مسؤليتها تجاه آخر أخ لها والإطمئنان عليه في عش الزوجية، تهاجمها الأوجاع من جديد، تقول شيماء " في شهر سبتمبر 2015 بدأت اشتكي من اوجاع متزامنة ليل نهار لمدة سنة ونص، وانتقل الألم للرقبة والضهر، لدرجة عدم القدرة على الحركة، حاسة اني متصلبة ومتخشبة ومش قادرة اتحرك، أول ما روحت كشفت، عند دكتور عظام، قالي دا عرق النسا وطلب أشعة على الفقرات العنقية، وطلب مني تخفيف وزني، وطلع التشخيص الخاطيء

من طبيب النساء، وطبيب مخ وأعصاب وآخر متخصص في أمراض الكلى، والعديد من أطباء العظام، وبعد تحاليل لم تعد تحصيها ونتيجتها طبيعية، واشاعات فاقت قدرتها على العد لم يظهر بها أي خلل، انتهى تشخصيها عند طبيب الروماتيزم الذي طلب عدة تحاليل أخرى ختامية للتأكد من صحة تشخصيها ثم إبلاغها به، كانت هذه رحلة "شيماء" لمدة عامين في محاولة تشخيص أوجاعها

الآم عند مفصل الحوض، الإمساك المزمن، الترجيع المستمر، أرق النوم الذي أصبح لثلاث ساعات فقط يوميًا، الصداع الدائم والمزمن والذي لا يمكن لأي مسكنات أن توقفه، هي كافة الأعراض التي صاحبت "شيماء"، وكانت سببًا في تشخصيها بمرض "الفيبرومالجيا" مرض الإعياء المزمن

رحلة من الألم خاضتها ولم تكن بسبب إصابتها بهذا المرض فقط، تسرد " نتيجة الأشعة المتكررة والمطلوبة واللي مفدتش بأي حاجة، جالي ورم على المبيض، وعملت عملية وشيلته، والدكاترة كانوا بيكتبولي أدوية فيها نسبة تخدير ومنوم، فبطلت أسوق العربية، لكن اللي جاب نتيجة معايا دلوقت حقن كلوكوز عشرة في المية، وبقيت مرتاحة عليها، وباخد فيتامينات

دكتور أمراض روماتيزمية: " دكتور المخ والأعصاب والروماتيزم الأكثر قدرة على التشخيص"

حالات عديدة رصدتها «الدستور» لمرضى الفيبرومالجيا أو مرض الإعياء المزمن الذي استحوذ على أجساد العديد من الأشخاص دون سابق إنذار ودون توضيح شامل ومفهوم لطبيعة هذا المرض

لذا اتجهت «الدستور» إلى الدكتور الدكتور حسن بسيوني، استاذ الأمراض الروماتيزمية كلية الطب جامعة الأزهر، للاستدلال على طبيعة هذا المرض، وصعوبة الأطباء في تشخصيه

في عدة نقاط مهمة أوضح الدكتور بسيوني أعراض مرض الفيبرومالجيا، الذي تم اكتشافه منذ 30 عام فقط، والذي يتم إكتشافه عن طريق عنصرين مهمين وهما أولًا الأرق والتيبس والاكتئاب، وثانيًا حدوث أوجاع متفرقة في الجسد، هذان العاملان هما أساس اكتشاف المرض

ومن الأعراض الأخرى التي يمكن رصدها كتشخيص لمرض الفيبرومالجيا، هي النسيان المستمر، وتُسمى الذاكرة الضبابية، كنسيان بعد أرقام الهواتف المهمة والتي اعتاد عليها المريض في السابق، أو عدم القدرة على تحديد ما أراد المريض فعله في اليوم العادي

بالإضافة إلى أوجاع العضلات المستمر والمزمن، والذي يحدث نتيجة لأبسط الأفعال، حتى وإن كان عن طريق المصافحة الشديدة أو النكز، وانتفاخ القاولون وأيضًا عدم انتظام الدورة الشهرية في حالة السيدات، وفي حالة الرجال ضعف الانتصاب

ضعف القدر على القيام بأي مجهود مضاعف كأعمال النظافة وغيرها، الصداع المزمن دون أسباب واضحة، وعدم قدرة المسكنات على الحد منه

ويستكمل الدكتور بسيوني، أنه يتم التشخيص بمرض الفيبرومالجيا، للحالات المعرضة لضغوط ومشاكل نفسية مستمرة، وضغوط عصبية مستمرة لفترات طويلة، مؤكدًا أن "الفيبرومالجيا" لا يوجد تحليل خاص به، ويتم تشخيصه بناءًا على الأعراض ونقاط مهمة ومحددة لتواجد الألم بالمريض ومنها يتم التشخيص، وهذا يسبب تأخير في تشخيص المرض بشكل صحيح من المرة الأولى للكشف

صعوبة تشخيص مرض الفيبرومالجيا، كان سببًا في حدوث العديد من حالات الطلاق يقول الدكتور بسيوني "الزوجة لم تفضل عيانة والزوج يأخدها للدكتور ويفضل يكتبلها على علاجات ومسكنات وتفضل عيانة ويقولولها أنتي بتدلعي، دا سبب حالات طلاق كتيرة، لأن مفيش تشخيص صحيح وعدم تحري الدقة في تحليل الأعراض لمرض الفيبرومالجيا

ويسترسل "الزوجة تعبانة جدًا الفيبرومالجيا مهاجمها بشكل عنيف، الزوج ياخدها لدكتور باطنى فيلاقيها كويسة، فيوديها لدكتور قلب فيلاقي قلبها سليم، ويقولها مفكيش حاجة، وهكذا الزوج يفضل يودي الزوجة لكذا دكتور وميلاقيش علاج أو توضيح سليم لزوجته، ودا سبب اضطراب علاقات زوجية كتير، وصلت لحالات طلاق

أما عن تشخيص "الفيبرومالجيا"، يوضح الدكتور بسيوني أنه يعتمد على الآم الموجودة بالجسم كله وغير المحددة، والاسيقاظ غير النشط،" بعد يوم طويل ومرهق لما بتنامي وتصحي الصبح، كأنك فولتي بنزين، نشيطة وحيوية، أما مريضة "الفيبرومالجيا" حتى لو نامت 10 ساعات بتفضل تعبانة ومرهقة وجسمها واجعها

ويبين أن الدكاترة المتمكنين في تشخيص مرض "الفيبرومالجيا" دكتور المخ والأعصاب، ودكتور الروماتيزم

لم يتم الاستدالال بشكل نهائي على أسباب ظهور مرض "الفيبرومالجيا" ولكن يوضح الدكتور بسيوني "الفيبرومالجيا مرض نفسي روماتزيمي له شيقين مهمين جدًا الحالة النفسية والحالة الروماتزيمة، ولذلك العلاج يشتمل الشقين، أما الحالات التي استمرت آلامها لسنوات طويلة دون تشخيص بشكل صحيح لمرض الفيبرومالجيا، فهي ما يمتد مرضها وفترة علاجها لفترات طويلة جدًا"

ويؤكد "الفيبرومالجيا" مرض نفسي اتحول لعضوي نتيجة لعدم القدرة على حل المشاكل والضغوط النفسية التي يعاني منها المريض، و من أغرب الحالات الصعبة التي واجهها، هي حالة لأم أصيبت بمرض "الفيبرومالجيا" هي وابنها، نتيجة لإصابة ابنتها الكبرى بمرض خبيث، فالصدمة والحالة النفسية للأم والأخ تأثرت نتيجة لخوفهم على الأخت الكبرى من المرض الخبيث، ما تسبب هذا في إصابتهم بمرض الفيبرومالجيا

من أبرز العلاجات التي يتم إعطائها لمرضى "الفيبرومالجيا"، أدوية مضادةالاكتئاب، وأدوية لتحسين الآم العصبية، فالآلام المصاحبة لـ "الفيبرومالجيا" هي آلام عصبية وليست آلام مفاصل أو عظام أو روماتيزم، وهو ما يتم الاستدلال عليه بعدم وجود أي عظام أو مفاصل متورمة في الجسم، وإنما يكون السبب في الأعصاب، وتختلف الأعراض وفقًا لبعض المرضى.

Credits:

Created with images by rawpixel - "woman person desktop" • stevepb - "thermometer headache pain pills medication tablets drugs" • rawpixel - "equipment isolated health" • stevepb - "hypertension high blood pressure heart medical ill" • jarmoluk - "medications cure tablets pharmacy medical the disease" • Ajale - "diet pills medication pharmacy sick disease vitamins" • katicaj - "drugs medicine medication pills health doctor treat" • rawpixel - "technology cardiac care"

Report Abuse

If you feel that this video content violates the Adobe Terms of Use, you may report this content by filling out this quick form.

To report a Copyright Violation, please follow Section 17 in the Terms of Use.