Loading

صنع في الهرم "الدستور" داخل مصانع ملابس تزور الماركات العالمية لخداع المستهلك

هاني سميح

عمر»، شاب عشريني، عقب تخرجه في الجامعة، لم ينتظر الوظيفة الخاصة أو التعيين بإحدى الشركات، لكنه بدأ مشروع خاص به، كانت محطته الأولى فيه هي مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما اتفق مع أحد مصانع الملابس على شراء كميات منها بالجملة، ومن ثم بيعها للشباب على حسابه الخاص

ابتاع في بادئ الأمر الشاب كمية كبيرة من المصنع، لأحد الخامات التي تصلح للاستخدام سنوات طويلة لتلك الأنواع، لكنه لم يكن يعلم أن تلك الملابس تحمل ماركات مقلدة للماركات العالمية، رغم تأكيد صاحب المصنع له أنها أصلية وليست مقلدة، بيد أن العيوب التي وجدها الشاب في الملابس وشكوى الزبائن منها، جعلته يعرف أنها خامات رديئة وماركات مقلدة

«عمر» هو أحد ضحايا مصانع الملابس غير المرخصة، التي تسرق الماركات العالمية وتقوم بتقليدها، وطباعتها على الملابس رديئة الصنع، وبيعها بنفس الأسعار المرتفعة، وتكشف «الدستور» في التحقيق التالي عدم وجود رقابة على تلك المصانع وفقًا للحالات المتضررة والجولة التي قام بها محرر «الدستور» داخل أحد تلك المصانع

لم يكن أمام الشاب سوى تحرير محضر ضد المصنع، لاسيما أن صاحبه نهره ناكر أن تكون بضاعته سيئة، أو أنه يقلد الماركات العالمية، بعدما طلب منه «عمر» استعادة تلك الكمية المغشوشة من الملابس وإعطائه أمواله، وانتهت الواقعة على إغلاق المصنع ومعاقبة صاحبه، وتوصلت تحريات النيابة العامة إلى أن المصنع غير مرخص ويستخدم ماركات مزورة لغش المستهلكين

محرر «الدستور» قام بجولة في أحد تلك المصانع غير المرخصة، بعدما تقمص دور أحد التجار الذين يريدون التعامل مع المصنع وشراء ملابس منه بالجملة. في منطقة الهرم كان المصنع داخل أحد العقارات السكنية يتكون من ثلاث غرف، كل غرفة تحوي ماكينات لازمة للتصنيع وطباعة الماركات المزورة على الملابس

اتفق معد التقرير مع صاحب المصنع على شراء كمية معينة من الملابس الشتوية، فكانت أسعاره مرتفعة للغاية، بدعوى أنه سيبيعها على أنها ماركات عالمية، رغم رداءة الخامة، فقال: «يا باشا أنا ببيعلك الحاجة بسعر يناسبني علشان انت تبيعها للزبون بضعف السعر واللي هيساعدك على ده الماركة الموجودة على ضهر التيشيرت»

وبسؤاله عن نوع خامات أفضل يمكن التصنيع بها إذا أمكن، أوضح صاحب المصنع أن جميع المصانع الصغيرة تستخدم أقل نوع من الخامات؛ لتوفير المكسب الكبير والتصنيع بالخامات النظيفة يكون على حسب طلب المستهلك وقدر المال الذي يدفعه، وطبع الماركات العالمية أمر لا بد منه لتحقيق الربح

سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية المستهلك، تقول إن استخدام مصانع الملابس لماركات مقلدة يعتبر غش تجاري؛ لاستغلالهم رغبة وشغف المستهلكين في شراء الملابس التابعة لماركة معروفة، موضحة أن المستهلكين لا يعلمون أن تلك الماركات مقلدة ولا يعرف ذلك إلا عقب الاستخدام أكثر من مرة

وتؤكد لـ«الدستور» أن تقليد الماركات موجود في جميع الدول، لكن يجب الوقوف عند الأشياء التي تضر المستهلك مثل غش مستهلك معين في كمية كبيرة من الملابس التي يشتريها من المصنع ليبيعها بالمحل الخاص به

سعاد الديب

تضيف، ويكتشف المستهلك بعد ذلك أن الكمية مضروبة ويخسر ما دفعه من مال بسبب عدم بيعها بالمكسب المفترض، مشيرة إلى أن مباحث التموين تشن الحملات اللازمة لظبط تلك المصانع وإغلاقها فورا بعد الإبلاغ عنها من قبل المستهلكين المتضررين

بحسب الديب، فإن مباحث التموين تتعاون مع مراكز الشرطة في المحافظات للسيطرة على مصانع الملابس غير المرخصة والمستخدمة للماركات المزورة بقصد غش المستهلكين، وكسب المال

تقول: "وبالفعل نجحت في إغلاق 7 مصانع غير مرخصة في بنها بمحافظة القليوبية من قبل، والقبض على صاحب المصنع واحتجاز المعدات والأدوات المستخدمة في التصنيع منها، الأدوات التي تطبع الماركات التقليدية على الملابس، كذلك تم إغلاق العديد من المصانع بمحافظات الصعيد بعد الإبلاغ عنهم من قبل المستهلكين المتضررين

Credits:

Created with images by Nathan Dumlao - "untitled image" • MODERN ESSENTIALS - "ESSENTIALS X3"

Report Abuse

If you feel that this video content violates the Adobe Terms of Use, you may report this content by filling out this quick form.

To report a copyright violation, please follow the DMCA section in the Terms of Use.