سالي رطب
"الأصوات الباطلة" مصطلح تردد مؤخرا على ألسنة الكثير من المصريين والمحللين السياسين بعد إعلان المؤشرات الاولية للإنتخابات الرئاسة 2018، والتى تفوقت فيها الأصوات الباطلة على أحد المرشحين للرئاسة.
لكن هذا المصطلح ليس حديث العهد ولايعبر عن حال الانتخابات الرئاسية المصرية وحدها، وإنما ظهر فى الكثير من الدول التى إعتبرته حقا قانونيا للشعوب، وأصبحت تنشر إحصاءًا عن نسبته كما تنشر نتائج الأصوات الصحيحة.
إعتبرالكثير من السياسيون الأصوات الباطلة مقياسا لرضاء الشعب عن المرشحين للإنتخابات، وأكدوا أن الدول الديمقراطية هى الأكثر تطبيقا لهذا المصطلح الذي يطلق عليه أيضا " الورقة البيضاء"، وبدأت الشعوب فى إستخدام هذا الحق بالإعتراض فى القرن ال19 وبالتحديد فى فرنسا.
في دراسة بحثية أجراها باحثان فرنسيان عن الانتخابات الفرنسية التى أجريت عام 1881 في فرنسا، وجدوا نسب الأوراق البيضاء أو الأصوات الباطلة بلغت 20 % في بعض المناطق الفرنسية، وكتب الناخبين الفرنسيين فى أوراق إقتراعهم انتقادات لاذعة لجميع السياسيين، كأسلوب اعتراضي على أدائهم وقلّة وفائهم بالوعود التي كانوا يطلقونها أثناء الحملات الانتخابية.
أصبحت ظاهرة " الأوراق البيضاء" تشكل بمرور الوقت مظهرا قانونيا من مظاهر الانتخابات؛ فبدلا من اعتبارها أصواتا ملغاة، فبدأت الدول تعتبره بمثابة امتناع عن إعطاء الثقة لأي من المرشحين.
بلغت الأصوات الباطلة فى إنتخابات الرئاسة التى أجريت عام 2012 فبلغت 7.1%، وفى الانتخابات البرلمانية عام 2011 بلغت 1.5% بينما بلغت فى نفس الانتخابات عام 2015 1.8%.
طبقت عدة دول أجنبية إحصاء الاوراق البيضاء كما تحصي عدد الأصوات للناخبين، ففي انتخابات الأرجنتين النيابيّة عام 2001، فاق عدد الأصوات البيضاء 21 % من إجمالي المقترعين، وذلك كان ردّا واضحا وقتها على الركود الاقتصادي الذي شهدته البلاد، وتأكيدا على عدم اقتناع كثير من المقترعين بالأشخاص المرشحين.
فى انتخابات كولومبيا الرئاسية، التى أجريت العام 2014، تجاوزت أعداد الأوراق البيضاء 30 % من إجمالي الأصوات. وتعد لبنان من الدول العربية القليلة التى تقوم بإحصاء الأصوات البيضاء في دورات الانتخاب النيابية والبلدية على حد سواء، وبلغت عدد الأصوات البيضاء فى الانتخابات الرئاسة الأخيرة والتى فاز بها ميشيل عون 36 ورقة بيضاء فيما صوت لصالحة 83 نائبا بحضور 127 نائبا
قررت إيران معاقبة أصحاب الأصوات الباطلة بقرار جديد من مجلس صيانة الدستور فى الإنتخابات الرئاسية الاخيرة والذي أعلن إحتساب "الأوراق البيضاء" ضمن مجموع الاصوات فيما إعتبرت ن الاقتراع باوراق باطلة وغير مقروءة او عن طريق شراء الاصوات وتكرار التصويت يعتبر لاغيا.