Loading

مقابر سوبرلوكس دار الآخرة.. أن تُدفن فى التراب بأسعار تنافس الفيلات والقصور

كتبت: ندى عسل

شارك فى الاعداد: هايدي حمدي

يسعى الإنسان في حياته للترحال من سكن لآخر رغبة في التعبير عن تحسن حالته المعيشية، لكن في الدار الآخرة يتساوى الثري مع الفقير في المكان الذي يتم دفنه فيه، فكلاهما يواريه الثرى تاركًا الدنيا بما لذ وطاب فيها، فلا يأخذ معه من الدنيا سوى عمله الصالح وطاعته القويمة لله عزوجل، ورغم أن هناك بعض العائلات التي تبالغ في بناء مقابرها، فتجدها أشبه بجناح ملكي فيتم كساء الأرضية بالسيراميك ودهان الحوائط المحيطة بها، كذلك نقش اسم المتوفي على لوح من الرخام

ورصدت "الدستور" عبر إحدى صفحات "الفيسبوك" تقدم عروضها المغرية حول تواجد المقبرة في مكان متميز وإمكانية تقسيط المبلغ المدفوع، كذلك تشطيب "لوكس" لتعتقد للوهلة الأولى أنه إعلان لإحدى الشقق السكنية، وما قد ينبهك إلى حقيقة الأمر هو العنوان الرئيسي للصفحة "مقابر

الصور تشير إلى طرقات واسعة مغلفة بالسيراميك محاطة بسور من الطوب الأبيض، ومغلقة بباب حديدي، وواجهتها تشعر أنك تنظر إلى مسجد، فهي تحمل طرازًا معماريًا مشابهًا له، ووضع عليه مجموعة من الآيات القرآنية، وداخلها درجات تقودك إلى مكان الدفن، أيضًا طرازه يجمع ما بين السيراميك والطوب الأبيض

الدستور" حاولت التواصل مع الأرقام المتروكة على الصفحة للتعرف على المييزات التي تقدمها وتفرقها عن أي مكان آخر، والمعادلة الصعبة التي حققتها "خصم + أطول قسط + أقل مقدم" كما ذكرت في إعلانها، فأجابت إحدى العاملات بالصفحة قائلة إن المقبرة تقبع في منطقتين الأولى في العبور والأخرى في السلام، وهي عبارة عن حوش خارجه بوابة

أما عن مساحته فهي 25 م، متضمن عينين إحداهما للسيدات والأخرى للرجال، متطرقة إلى أن السعر مفاجأة وهو 58 ألف جنيه كاش، إلا إذا أردت تقسيم المبلغ يصبح 63 ألف جنيه بمقدم 22 ألف جنيه مقسمة على 24 شهر، ولاحظت محررة "الدستور" خلال قراءة الإعلان جملة "أوراق سليمة"، فكان هو المحور الآخر الذي حدثته عنه، إلا أن الإجابة لم تكن واضحة فكل ما ذُكر أن الأوراق مسجلة في الشهر العقاري، مختتمة بجملة: "وأنتي قاعدة هنعملك صحة توقيع للمكان

الصور المنشورة عن المقبرة الـ"لوكس

بعد قرائتك للسطور السابقة، قد يعيد البعض التفكير في كون هذه الكماليات واجبة لإكرام متوفيهم، خاصة إذا كانوا من الطبقة الاجتماعية العليا، إلا أن الأمر غير قابل للتفكير والأسباب وضحها الدكتور أحمد خليفة شرقاوي، مدرس الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة طنطا، في أن التبذير والإسراف والإنفاق المفرط على المقابر أمر لا يجوز شرعًا، لأن المقابر من المفترض أن تكون عبرة للناس، حيث تنتقل الملوك من القصور إلى القبور، وذلك في ذاته عبرة لمن يعتبر، مشيرًا إلى أن وضع علامات لبيان أسماء المتوفيين ليس فيه شئ، لكن المحرم هو السيراميك والزينة والتعلية المجحفة للمقابر

واستثنى "شرقاوي" من هذه قاعدة تعلية المقابر بعض الأماكن، فقال: "في الصعيد مثلاً تكون المقابر مرتفعة عن الأرض قليلاً بسبب طبيعة الأرض والمياه التي قد تدخل إليها، هذا ما استلزم أن يكون مرتفعًا ومبني من جميع الجهات، فالمقابر الشرعية لا تعلو إلا فيما هو مسموح"، مستطردًا أنه يجب ألا يظهر من القبر إلا ما يدل عليه حتى لا يمر عليه أحد بقدميه أو يستهين به، فالحي يمكنه الدفاع عن نفسه أما الميت فلا قدرة لديه على ذلك

ولفت مدرس الفقه المقارن إلى إمكانية زرع شجيرات حول المقابر فلا مشكلة في ذلك، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) وضع جريدًا من النخل قرب إحدى القبور وقال:"إن هذا الشئ من النخل يسبح الله ما لم ييبس"، مضيفًا: "أرأيت القبور في المدينة المنورة ومكة.. هذا هو الأصل الذي نتبعه

Report Abuse

If you feel that this video content violates the Adobe Terms of Use, you may report this content by filling out this quick form.

To report a Copyright Violation, please follow Section 17 in the Terms of Use.