Loading

زوجة مجنون الدم رحلة البحث عن «نسرين» رفيقة الإرهابي هشام عشماوي

حسن الهتهوتي

أربع مناطق ارتبط اسمها بـ«نسرين حسن سيد علي» زوجة هشام عشماوي، رجل «تنظيم داعش الإرهابي» الأهم في مصر، والذي سقط أخيرًا في يد القوات المسلحة الليبية، فما بين مسكن الزوجية في شارع علي حنفي بالحي العاشر، وشقة أسرتها في عمارات أطلس بالحي الثامن، ومسكنهم القديم في جزيرة الوراق، ومقر عملها بجامعة عين شمس، بحثت «الدستور» عنها.

«نسرين»، مدرس مساعد بكلية البنات (أدبي) بقسم اللغة العربية، وحسب بيانات الجامعة، فإنها مازالت قائمة بالعمل ذاته، من مواليد السابع والعشرون من نوفمبر 1982، وحمل تخصصها العام "اللغة العربية أدابها" بينما التخصص الدقيقي "أدب ونقد"، ويعود تعيينها بالجامعة إلى التاسع والعشرون من مايو عام 2006.

حصلت نسرين على الليسانس في اللغة العربية وأدابها، بتاريخ 1 يونيو 2003، بينما حصلت على الماجستير في الحادي عشر من نوفمبر عام 2010، وشغلت درجتها الوظيفية كمدرس مساعد في الخامس من يونيو عام 2011، ووفق الأوراق الرسمية الحكومية، فإنها استخرجت بطاقة الرقم القومي الأولى لها عام 1999، بعُنوان أسرتها في عمارات أطلس، بالحي الثامن، بمدينة نصر، وكانت أسرتها تقطن قبلها جزيرة الوراق في الجيزة، قبل أن ينتقلوا إلى مدينة نصر.

تزوجت «نسرين» من هشام في العام 2007 ـ حسب تحديث بيانتها في بطاقة الرقم القومي التي استخرجتها في العام ذاته ـ إلا أن شهادتها أمام جهات التحقيق في قضية «أنصار بيت المقدس» المتهم بها زوجها «هشام عشماوي»، تقول إنها تزوجته في عام 2003.

وفي العام ذاته (2007) أضافت «نسرين» صفتها الوظيفية ببطاقة الرقم القومي، كمعيدة بجامعة عين شمس، ثم كان التحديث الثالث والأخير في العام 2009، بنفس بيانتها القديمة، ومنذ ذلك الحين لم تستخرج بطاقة رقم قومي، ومازالت تحمل بطاقة منتهية الصلاحية.

لـ«نسرين» شقيقة واحدة، وهي علا، ووفق الأوراق الرسمية، فإنها من مواليد 1980، أي تكبر نسرين بعامين، وكانت آخر بطاقة رقم قومي استخرجتها في العام 2007، وكُتب في خانة الوظيفة مُعيدة بنفس الجامعة (عين شمس) وتم إنهاء خدمتها لسبب غير معلوم.

صفحة نسرين على موقع الجامعة
الشهادات العلمية لزوجة هشام عشماوي

وتوصلت «الدستور» إلى معلومة مثيرة وفقًا للبيانات المسجلة عن «علا» بالجامعة، فإنها حاصلة على الليسانس بنفس تخصص شقيقتها التي تصغرها بعامين (نسرين) في نفس العام 2003، ولكن بتاريخ سابق لتاريخ حصول نسرين عليه بيومين فقط!، وهي المعلومة التي حاولنا تفسيرها من الدكتورة رقية شلبي، عميد كلية البنات بجامعة عين شمس ـ أثناء السير في التحقيق ـ غير أنها رفضت مقابلتنا بمجرد علمها بالاسم الذي أردنا الاستفسار عنه، وتم إعلامنا عبر أمن الكلية، أنه سوف يتم تحديد موعد لاحق والاتصال بنا، غير أن ذلك لم يحدث.

شقيقة زوجة عشماوي ويظهر تاريخ التخرج قبل يومين من تخرج شقيقتها

ويعود تعيين «علا» في الأول من أغسطس عام 2004، وتدرجت في درجات مختلفة، بداية من مُعيد، مدرس مساعد، ثم مُدرس، وحصلت على الماجستير في الرابع والعشرون من يونيو عام 2009، والدكتوراه في الثامن والعشرون من يوليو عام 2013.

تواصلنا مع الدكتور فتحي الشرقاوي، استاذ علم النفس بجامعة عين شمس، للاستفسار عن إمكانية صدور شهادتي تخرج لشقيقتين تخرجتا من نفس الدفعة ونفس القسم، في العام ذاته، في يومين مختلفين، فأكد عدم منطقية حدوث ذلك، مشيرًا إلى أن مجلس الجامعة يوافق على الدفعة بالكامل، في نفس اليوم، حيث أنه ينعقد مرة شهريًا، لذلك يوافق على منح الدرجة العلمية للدفعة بالكامل حال انعقاده، ويأتي قرار رئيس الجامعة بالانعقاد بناءً على قرار وزاري بمنح الدرجة العلمية.. مضيفًا أنه في الحالة التي استفسرنا عنها «بالتأكيد هُناك خطأ ما، إلا إذا كانت هناك ظروف نوعية تُحيط بالحدث في هذا العام الذي شهِد حصولهما على الدرجة العلمية»

«54 عمارات المثلث ـ الحي الثامن ـ شرق المنطقة السادسة» هو العنوان المُدون كمنزل لأسرة زوجة عشماوي، والذي من المفترض أن تُكون به رفقة شقيقتها، بعدما أُغلق منزل أسرة زوجها في شارع علي عشماوي، ولم يتبقَ به أحد، حتى والدته التي كانت تمر ما بين آنِ وآخر لتنظيف الشقة ـ وفق شهود عيان ـ لم تعد تأتِ منذ الحادث الإرهابي بالواحات، والذي استشهد خلاله 16 من رجال الشرطة، ووُجهت الاتهامات لـ «عشماوي» أنه العقل المُدبر للحادث.

انطلقنا نحو العُنوان المُدون، على أمل العثور على خيوط تُرشدنا عن «نسرين» و«علا» وسر تشابه البيانات بين الاثنين، ولغز شهادة التخرج بفارق يومين، رغم أن عامين من العمر يفصلا بينهما!، وهو ما اعتقد «مصدر أمني» في البداية أنهما ربما تكونا نفس الشخص!.

الوصول إلى هدفنا لم يكن سهلاً، لوجود عدد من المناطق بمدينة نصر، تحمل نفس الاسم «أطلس» وبعد ساعات من البحث، كنا أمام العقار المقصود، وعلى بُعد أمتار منه، مسجد كبير .. التقينا هناك إحدى ساكنات العقار، والتي أخبرتنا أنه لم يروا «نسرين» زوجة عشماوي، وشقيقتها «علا» منذ قرابة الـ 5 سنوات، وكانت آخر مشاهدة لهم عندما اصطحبتهم قوة أمنية من المنزل، ثم عرفوا بعدها حكاية تورط زوج الأولى في عمليات إرهابية.

السيدة تواصل الحديث بشئ من التحفظ، مؤكدة أنهم كانوا يُقيمون بالطابق الخامس، في العقار، وأكدت في البداية أن زوجة «عشماوي» كانت تزور شقيقتها بين الحين والآخر، وأن الشقة في الأساس تعود ملكيتها لوالدتهما، وظلت بها «علا» ووالدتها بعد وفاة أبيها، إلا أنهم في أيامهم الأخيرة بالشقة، كانت «نسرين» تُقيم بشكل دائم مع شقيقتها، حتى اصطحبتهم الشرطة فيما بعد.

السيدة تؤكد أن الشقة تم بيعها فيما بعد، إلا أنها لا تعرف كيف تمت عملية البيع والشراء، وحتى الآن تأتِ رسائل بريدية لأسرة «نسرين» على هذا العنوان، وحتى وقت قريب، كانت هُناك سيدة تقول إنها من أقاربهم، تأتي للحصول على أي شئ يخصهم، وذلك بعد أن أعطت بعض الأمارات، ونفس السيدة تلك كانت تعمل مُحفظة للقرآن بمسجد يقع على بُعد أمتار من العقار، إلا أنها لم تعد تأتِ، ولا أحد يعرف وسيلة الوصول إليهم، أو أين هم الآن.

Report Abuse

If you feel that this video content violates the Adobe Terms of Use, you may report this content by filling out this quick form.

To report a Copyright Violation, please follow Section 17 in the Terms of Use.