Loading

مرضى المزيكا اعترافات مدمني المخدرات الرقمية فى مصر

رانا القاضي

مقطع موسيقيّ صاخب، ينساب إلى أذنيك على هيئة نغمات وذبذبات، قد يبدو أمام البعض أنه نوعًا من الترفيه،ولا يتصور أحد أنه يستطيع قيادة مستمعيه إلى حالة من الإدمان، ليصبح أحد مدمني "المخدرات الرقمية"، التي حولت الموسيقى من فن هادىء إلى وسيلة للإدمان تغزو عقول الشباب، ولا يستطيعون التخلص منها سوى الخضوع للعلاج مثلهم مثل مدمني المخدرات الكيميائية

فلم تعد المخدرات مقصورة على ما يؤخذ في الوريد أو يشمه المتعاطي، بل ظهر نوعًا جديدًا هو المخدرات الرقمية، أو المقاطع الموسيقية التي تُباع على الإنترنت، فوفقًا للمنظمة العربية للمعلومات والاتصالات، تعتمد المخدرات الرقمية على تقنية "النقر بالأذنين" بمعنى انسياب النغمات بكل من الأذنين، بحيث يتم بث ترددات معينة في الأذن اليمنى وترددات أقل إلى الأذن اليسرى فيحدث نوعًا من عدم الاتزان للمخ، لعدم قدرته على التوحيد بين الترددين

انتشار الظاهرة، دفع "الدستور" للتحقيق فيها من خلال حكايات مُسجلة للشباب الذي استمعوا إلى تلك الموسيقى وأصبحوا من مدمني المخدرات الرقمية، لنكتشف أن تلك المقاطع الصوتية تُباع على مواقع الإنترنت المتخصصة على هيئة "روابط وتراكات" بدون رقابة يصل سعر المقطع إلى 100 جنيهًا، تقود الشباب في النهاية إلى إدمان المخدرات الكيميائية، فهناك ترددات لكل نوع من المخدرات مثل الكوكاين والحشيش، بل وتدفع الشباب إلى الدخول في حالة من الاكتئاب النفسي والحركات اللاإرادية

وانقسم الشباب في حكايتهم عن المخدرات الرقمية، فمنهم من وجد لها تأثير كبير في البداية على المخ وشعر باسترخاء أعقبه اكتئاب وحزن، في حين أن آخرون ابتعدوا عنها لعدم وجود أي تأثير لها، بعدما دفعتهم إلى تجريب المخدرات الكيميائية، إلا أن الإثنان أتفقا أنهم يعانون من آلام في الرأس والأذنين وبعض الحركات اللاإرداية والتشنجات بعد الانتهاء من سماع المقطع.

وعن علاج مدمني المخدارت الرقمية، قال الدكتور اسلام توفيق، أخصائي علاج الادمان والخبير النفسي، أنه لا يوجد علاج حيوي (مادي) يأخذ بالفم للتعافى من هذا النوع، ولكن أعراض انسحاب المخدرات الرقمية وفقاً للدكتور جمال فرويز اخصائي نفسي، فإنها تقل عن أعراض الانسحاب فى المخدرات الكيمائية من حيث تأثير الألم، ووتمثل تلك الاعراض فى قلة التركيز والتوتر.

بسمة: "المخدرات الرقيمة قادتني إلى الكوكاين والحشيش.. والشفاء منها أصبح مستحيلًا"

علاقة حُب فاشلة هي من قادت "بسمة خالد"، 22 عامًا، إلى ذلك العالم المخيف، فقد كانت لها تجربة عنيفة مع "المخدرات الرقمية"، والتي قادتها إلى عالم آخر من المخدرات والإدمان لم تكن تدري إنها ستسقط في براثنه سريعًا.

منذ سبع سنوات مرت الفتاه بتجربة مُحبطة مع أكثر إنسان أحبته ورحل عنها، ما جعلها صيدًا سهلًا لأي نوع من المخدرات بدعوى النسيان، وما أن سمعت بتلك المخدرات الرقمية من أحد أصدقائها حتى آثارت فضولها وقررت تجربتها على الفور.

تقول لـ"الدستور": "حين سمعت أول مقطع موسيقى شعرت بالسعادة وبصداع قوي، وتماديت في سماعها، لساعات طويلة، فكنت اشتريها من الإنترنت بسهوله، وأصبحت عادة يومية عندي، وجربت كل أنواعها".

تصف لنا الفتاه ماهية تلك الموسيقى التي تحول الشاب ما أن يسمعها إلى مدمن يستحق العلاج، فتقول أنها موسيقى صاخبة وعالية، لا بد من الاستماع لها وأنت في عزلة عن الجميع ومن خلال سماعات ذات تقنيات عالية، إذ توجد علي هيئة روابط تباع على الإنترنت كل رابط يعطي تأثير مخدر مختلف عن الآخر.

وبعد فترة وجيزة حين خف تأثير تلك المقاطع الموسيقى وحل مكانها شعور دائم بالاكتئاب والضيق، زادت رحلة "بسمة" صعوبة ودفعها للاتجاه إلى المخدرات الفعلية بتناول عقاقير الحشيش والكوكاين.

اندراجها إلى ذلك الحد، هو ما دفعها إلى محاولة العلاج، التي لم تكن سهلة مطلقًا، فكانت أعراض الانسحاب النفسية والجسدية مؤلمة إلى درجة كبيرة، تقول الفتاه: "في كل مرة أحاول الخلاص من تلك الموسيقى أجد نفسي أنجذب إليها مجددًا، وبالفعل ذهبت للعلاج، ولكن ما أن تتحسن حالتي حتى أعود لها مرة أخرى".

ما جعل عملية الشفاء صعبة للغاية على الفتاه، هو سهولة الحصول على تلك المقاطع من الإنترنت، لكن في الوقت ذاته بدأت حياتها تتغير إلى الأسوء وأصبحت أخلاقها سيئة وتثير المتاعب لذويها، ولازال حالها حتى كتابة تلك السطور مضطربًا بين الشفاء والانتكاس مرة أخرى.

استشاري علم النفس يشرح أضرار المخدرات الرقمية
يحدثنا الدكتور جمال فرويز، استشاري علم النفس والمخ والأعصاب، عن أضرار المخدرات الرقمية، بإن وصول موسيقى ذات "رتم" معين إلى فصي المخ الأيمن والأيسر بفارق ثانية أو اثنين يُحدث نوعًا من عدم الاتزان به، ويؤدي إلى تشنجات عصبية.
ويضيف لـ"الدستور"، عند الاستماع إلى تلك الموسيقى باستمرار تؤدي إلى زيادة التوتر وتقليل التركيز والانتباه واحتقان بالوجه، لافتًا إلى أنه لا يوجد أبحاث طويلة المدى على هذا النوع من المخدرات بسبب حداثته.
عصام: "موسيقى المخدرات الرقمية تأخذك إلى عالم آخر"
في السادسة عشر من عمره، تجرأ "عصام أحمد" الذي كان وقتها طفلًا صغيرًا وطرق باب المخدرات الرقمية، والتي كانت أول تجربة له في عالم المخدرات، إلا أنه كان أفضل حالًا واستطاع التعافي من الإدمان.

وسط غياب تام لرقابة أسرته، وانفصال والدته عن والده، نشأت الرغبة العارمة لدى الشاب في تجريب تلك المخدرات، لاسيما أنه يعيش بمفرده في المنزل، ويستطيع أن يفعل ما يشاء كما يحلو له.

تعرف الشاب على المخدرات الرقمية من خلال أحد أصدقاؤه، الذي دفعه لتجريبها بدعوى الفضول و"الروشنة"، لكنه لم يكن يدرك أنها مجرد بداية لدخوله في عالم أخر لم يستطع الخرج منه بسهوله.

يروي لـ"الدستور" تفاصيل التجربة الأولى له مع المخدرات الرقمية، بعدما ابتاعها من الإنترنت وامتثل لجميع شروطها باستخدام سماعات ذات تقنية عالية وسماع المقطع الموسيقى لفترات طويلة، حتى تستطيع الشعور بوجودك في عالم أخر ينفصل عن الواقع".

يقول: "هي عبارة عن موسيقى تعزلك لمدة عشرين دقيقة أو أكثر عن العالم، وأول ما تشعر به هو صداع ورعشة بسيطة تعد بمثابة تأكيد على الاندماج في بحور تلك الموسيقى".

أخصائي علاج إدمان: "المخدرات الرقمية تفصل المتعاطي عن الواقع"

يوضح، الدكتور إسلام توفيق، أخصائي الطب النفس وعلاج الإدمان، أن المخدرات الرقمية لا تعتمد على مواد كيمائية مثل الحشيش والكوكاين وغيرها، ولكنها مجرد ذبذبات ذات تردد مختلف يسمعها المُدمن وهو معصوب العنين في حالة استرخاء كي تؤثر على العقل وتفصله عن الواقع.

ويشير لـ"الدستور"، إلى أن أغلب من يستعملها لديه تجارب أخرى مع المخدرات الكيميائية، لافتًا إلى أن السبب وراء اتجاه الشباب إليها بكثرة خلال الفترة الأخيرة هو حب الاستطلاع والتجربة.

شادي: "العزلة والصداع هم أول شعور وصلني بعد سماع المخدرات الرقمية.. وتحولت من شخص طبيعي إلى مدمن"

اعتاد "شادي محمد" 25 عامًا، على تناول الحشيش وبعض المخدرات الكيميائية في المناسبات والأفراح، فلم تكن تجربته مع المخدرات الرقمية هي الأولى في عالم الإدمان، إلا أنه آراد تجريب نوع جديد ذو تأثير أقوى فلجأ إلى المخدرات الرقمية لسهولة جلبها من الإنترنت، وعدم وجود أثرًا لها بالتحاليل الطبية.

ويقول في محاولة لوصف أول تجربة له معها، أنها موسيقى صاخبة، والصداع والعزلة هما أول شعور وصل إليه، ولكنها كانت الطريق الذى ادى إلى أتجاهه للمخدرات الكيميائية بعد فترة لم تعد فيه الرقمية، ذات فائدة، وبدأت رحلة إدمان فعلية، كرس لأجلها كل موارده المالية في سبيل شراء المواد المخدرة.

وأوضح أن الأمر كله بدأ بالفضول وحب التجربة وانتهي إلى الأدمان، وتحول من شخص طبيعي إلى مدمن يحتاج للعلاج، مشيرًا إلى أنه عندما تمادى في تعاطي المخدرات فأصبحت تؤثر عليه جسمانيًا ونفسيًا، حتى أخذ قرارًا بالعلاج.

مؤسسة استشفا لعلاج الإدمان: "المخدرات الرقمية أشد خطورة من الكيميائية"

يحذر الدكتور أحمد ماهر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "استشفا" لعلاج الإدمان، من خطورة المخدرات الرقمية في الوقت الحالي، إذ يرى أنها أشد خطورة من المخدرات الكيميائية، بسبب تأثيرها البالغ في العقل والأعصاب.

ويؤكد لـ"الدستور"، أنه بعد محاولات وتجارب عدة استطاع البعض تحويل الموسيقى من مجرد شيء تستمع إليه إلى مخدر يصل إلى حد الإدمان، عبر تردد يصل إلى الأذن اليمنى مقداره 310 هرتز يختلف عن التردد الذي يصل إلى الأذن اليسرى ومقداره300 هرتز، مما يؤثر على كهرباء المخ.

ويشير إلى أنها ليست بالشيء الجديد، إنما انتشرت في العديد من البلاد منذ عام 1970 ولكنها لم تصدر للبلاد العربية إلا منذ بضع سنوات، موضحًا أنها استخدمت منذ القدم لعلاج الكثير من الأمراض وأبرزها علاج مرض الاكتئاب.

وبين أن المخدرات الرقمية نشأت المخدرات الرقمية على تقنية تسمى "النقر بالأذنين" التي اكتشفها العالم الألماني "هينريش دوف" عام 1839 وكانت تستخدم لعلاج مرضى الاكتئاب الذين يرفضون العلاج.

المخدرات الرقمية تدفع "طه" إلى الكيميا والحشيش

حكاية أخرى من عالم المخدرات الرقمية، يرويها "طه السيد" 27 عامًا، الذي بدأ الأمر معه بتجربة "الحشيش"، إلا أنه تعرف على المخدرات الرقمية من أصدقائه، فأراد تجربتها واستطاع الحصول عليها من الأنترنت، اعتقادًا منه أن هذا النوع من المخدر يستطيع تأثيره أن يحل محل المخدرات الكيميائية.

عند التجربة الفعلية للمخدرات الرقمية، لم يجد "طه" الإحساس الذي ينشده سوى إنها كانت تزيد من شهوته في تعاطي المخدرات الكيميائية، فيصفها بأنها مجرد نغمات ومقاطع صوتية، خف تأثيرها لدرجة أنه في بعض الأحيان لم يُكمل "التراك" لآخره ما دفعه للتوقف عن استخدامها.

مفاجأة.. القانون المصري لا يجرم تجارة وتعاطي المخدرات الرقمية

ومن الناحية القانونية، يؤكد الدكتور أحمد مهران أستاذ القانون العام ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، أن المخدرات الرقمية لا تدخل ضمن جدول المخدرات الكيمائية المنصوص عليها في قانون العقوبات المصرية بسبب حداثتها، مشيرًا إلى أنه لا يمكن تجريم سلوك إلا لو كان هناك نص في قانون العقوبات المصرية يجرمه.

ويشدد على ضرورة وجود دور لمجلس النواب في سن تشريع يجرم المخدرات الرقمية، ولا بد التحقيق الدقيق لوصف هذا النوع من المخدرات، وإذا ما كان يؤثر على الصحة والسلامة العامة، لافتًا إلى أنه إذا ثبت أن هذا النوع من المخدرات من شأنه أن يضر بالمجتمع ويؤثر على بنيانه فيجب أن يكون هناك نص يجرم ذاك المخدرات الرقمية.

وأضاف لـ"الدستور" أن أساس كبير من قانون المخدرات مبني على الشريعة الإسلامية، وأن القاعدة الفقهية تنص على أن كل ما يذهب العقل فهو حرام سواء كان مشموم أو مقروء أو مسموع.

يحكي "محمود علي" 18 عامًا، تجربته مع المخدرات الرقمية مؤكدًا أنه لم يكن يتعاطى أي مواد مخدرة طوال حياته، ولكنه سمع عن هذا النوع من المخدرات من خلال أصدقائه فأراد أن يجربها بدافع الفضول وحب التجربة. يصف إحساسه الأول بها فيقول: "أول إحساس وصل ليا كان صداع شديد رغم إنها موسيقى عادية، ليها رتم معين، سمعتها مرتين أو تلاتة، جربت فيها كل الأنواع، لأنها سهلة وبتتجاب من النت، ولسه لحد دلوقتي بسمعها". ويضيف، أنها ذبذبات موسيقية، يتم مزجها مع موسيقى عادية، يصعب على الآذن التفريق بينهم، وفي معظم الأحيان يتم زرع ذبذبات لا تسمعها الأذن، وتستخدم في إرسال إشارات خفية للعقل الواعي.
رئيس لجنة الفتاوى السابق: "كل ما يغيب العقل محرم شرعًا"

يؤكد الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنه الفتاوى السابق بالأزهر، أن أي نوع من الموسيقى إذا ما كانت تحرك غريزة في الجسم أو تبعث فيه شهوه ما، فهي محرمة شرعًا، أما إذ كانت لا تؤثر في المستمع نفسيًا أو جسديًا فلا مانع منها.

ويشير لـ"الدستور"، إلى أن أي شيء يغيب العقل ويجعل الإنسان في حالة من اللاوعي فهو مُحرم أيضًا، لافتًا إلى أن الله خلق الإنسان وكرمه وجعل له العقل كي يميزه عن باقي المخلوقات وأمره بالحفاظ عليه وعدم تغيب عقله أو إهلاك نفسه.

ويضيف، أن الرسول صلى عليه وسلم قال أن كل ما أسكره كثيرًا فقليله حرام، بمعنى أن كل شيء يعمد الإنسان إلى تناوله او سماعه بغرض إغابة العقل فهو محرم ولا يجوز الإندراج فيه أو الاستماع إليه.

وزير الصحة: "عدد مدمني المخدرات في مصر يتراوح ما بين 2.5 و 3.25 مليون مريضًا"

وسبق وصرح، الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، أن عدد مدمني المخدرات في مصر يتراوح ما بين 2.5 و 3.25 مليون مريضًا، وتأتي القاهرة في مقدمة محافظات مصر في عدد المدمنين، تليها محافظات الصعيد، ثم منطقة الدلتا ووسط مصر.

وأوضح الوزير، أن أعلى نسب الإدمان هي بين فئة الشباب، وتتناقص الظاهرة مع ارتفاع مستوى التعليم، حتى تصل إلى 2.5% بين الجامعيين، مقارنة بـ 10% للأميين.

وأشار إلى أن نسب انتشار ظاهرة الإدمان على المخدرات تختلف بين فئات الشعب، مشيرًا إلى أن عدد مستشفيات الصحة النفسية يبلغ 16 مستشفى، تقوم بتوفير 500 سريرًا لعلاج الإدمان، ويبلغ عدد المترددين على العيادات الخارجية 57 ألف مريضًا.

وفي آخر إحصائية صدرت عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2013، أكدت تنامي نسب متعاطي المخدرات الرقمية، إذ أشارت إلى أن 230 مليون شخصًا أي نحو 5% من السكان العالميين البالغين ما بين 15 إلى 64 عامًا يتعاطون المخدرات الرقمية، موضحة أن أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا هي أكبر أسواق تعاطي المخدرات.

Credits:

Created with images by Marcus Neto - "Guitarist At A Show" • In Paris Texas - "Lisa Morales That Guy's Coffee Listening Room Paris Texas May 18, 2012" • Alice Moore - "pink music" • Alphacolor 13 - "Brown headphones iPad" • ohallmann - "Hellsingland Underground" • robertprax - "headphones portrait face music man pretty smile" • rocketjim54 - "listening" • Mark Cruz - "Man working on computer" • Cea. - "Timing :: Philip Geist" • Crew - "untitled image" • Cristian Guanipa - "Music equipment flat on the stage" • William Iven - "Samsung phones Google play" • Eric Karim Cornelis - "Find your next destination." • bruce mars - "music sounc" • LUM3N - "White gear on pink flatlay" • Corey Motta - "trippy red blue"

Report Abuse

If you feel that this video content violates the Adobe Terms of Use, you may report this content by filling out this quick form.

To report a Copyright Violation, please follow Section 17 in the Terms of Use.