"حالة حب"

"الفخار ده حب اللى ميحبش ميقدرش يعمله"، هكذا بدأت عزة شاكر، أحد صانعى الفخار في مصر منذ 15 عاما أن تعمل بصناعة الفخار، موضحًا أنها حرفة ترتبط بعشق صاحبها لفن النحت وترجمة خيالاته للواقع على هيئة منتجات فخارية ذات الشكل الجمالي

: "وتابعت شاكر، "حالتي النفسية بتبقى وحشة بخرج من المود وبصنع فخار"، الفنان التشكيلى يستطيع الإبداع فى العمل وإتقانه وتشكيله يدويا بأشكال وتصميمات متنوعة، مؤكدة أن صناعة الفخار بسيطة لكنها تحتاج رأس مال

وأشارت "شاكر" إلى أن المشكلات التي تواجه صناعة الفخار، هي ارتفاع أسعار الخامات التي زادت بمقدار 4 أضعاف، لافتة إلى أن سعر الطين الأسواني وصل إلى 400 جنيه، بالإضافة إلى عدم توافر الطين نفسه، وقلته في الأسواق المصرية

وأكدت أن هناك اقبالًا كبيرًا على الفخار، والدليل على ذلك أنه لايوجد مؤسسة أو شركة و فندق خالي من الأدوات الفخارية وتحف الزينة، لافتة إلى أنها تنظم معارض لأصحاب المهن الفخارية على مستوى الجمهورية في قصور الثقافة

"أصبحت نادرة"

في منطقة الفواخير، قال الحاج علي صاحب ورشة فخار: " لسه شغالين فيها ومش هنسيبها"، مشيرًا إلى أن المهنة أصبحت نادرة وأكلها الإهمال، مضيفًا أن الفنيين هربوا لصناعات أخرى، بعد أن كان يحول الطين إلى أشكال وأعمال فنية رائعة

وأشار الحاج علي، إلى أن مهنة صناعة الفخار تأثرت بعد أحداث يناير، وأن المجال الوحيد المقبل على شراء الفخار، هو السياحة، وبالطبع انخفضت نسبة التوزيع لما يشوب القطاع السياحي من ركود

"الخزف حياة"

"الخزف طينة ومايه ولون ونار لتكوين حياه"، قالت هذه الكلمات منال الجمال، مدرس الخزف بكلية التربية النوعية بجامعة بنها، مشيرة إلى أن مهنة الخزف والفخار ممتعة، وتمر بمراحل عديدة من إعداد الطينة حتى تشكيلها لتصل إلى النتج النهائي

وأضافت "الجمال": "الفخار لم يعد يقتصر على صناعة الأواني الفخارية أو الإناء، بل هو فن نجح فيه التشكيليون"

وأشارت إلى أن الصناعة حدثت لها طفرة في الفترة الأخيرة خاصة بعد دخول الفنانين في المهنة وابتكار العديد من التصميمات، وإضافتهم لمسة جمالية لتتلائم مع الذوق العام، كما أن فن الرسم على السراميك دخل في هذه الصناعة المميزة

وأوضحت "الجمال" أن أطقم البورسلين وبعض أطقم الزينة التي تستخدمها الفتيات المصريات، صحي جدًا، والآن لم يعد هناك أي ملوثات في صناعة الفخار

"تصلح لأي زمان ومكان"

من جانبه أكد جورج حنا، أحد صانعي الفخار بقرية الفخارين الجديدة، أن مهنة صناعة الفخار تأثرت بثلاثة عوامل أولا الانفلات الأمني وقلة السياحة، وبعد الناس عن اقتناء الحرف الفخارية

وتابع "حنا"، أن المهنة ستعود إن وجدت البيئات المناسبة لنموها، وأهمها التسويق وإقامة المعارض، وعودة السياحة بشكلها الطبيعي، مشيرًا إلى أن مهنة الفخار من المهن القديمة جدا وغير المكلفة سواء في صناعتها او بيعها وتتميز بشكلها المميز والتراث القديم وأشكال مختلفة ومتنوعة تصلح لأي مكان وزمان كما أن تلك الصناعة صديقة للبيئة جدا