Loading

بيت النجّارين "الدستور" تحاور صنَّاع الأثاث بدمياط قبل افتتاح المدينة الجديدة

على مدار السنوات التي سبقت ثورات الربيع العربي عام 2011، كانت مدينة دمياط متربعة على عرش صناعة الأساس محليًا في مصر وعالميًا، فقد بلغ حجم الاستثمار بها 500 مليار جنيه، إلا أن السنوات التالية لذلك العام، والوضع الاقتصادي الذي مرت به البلاد، دفع المدينة إلى فقدان ذلك العرش سريعًا

تسبب في ذلك أيضًا، فتح باب الاستيراد أمام الصناعات الصينية ذات الجودة الرديئة، واستغلال رخص ثمنها لترويجها؛ ما أدى إلى عزوف نسبة كبيرة من أصحاب حرفة صناعة الأثاث عن تصنيع المنتج المحلي واستسهال شراء الصناعات الجاهزة الصيني

بيد أن ذلك الوضع ربما يتغير في الأيام القليلة القادمة، بعدما أعلنت الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، عن افتتاح مدينة دمياط للأثاث، في إطار التكليفات المستمرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة تشغيل المدينة في أقرب وقت ممكن وتذليل العقبات؛ لتحقيق أقصى استفادة من هذا المشروع وإعادة دمياط كمدينة رائدة في صناعة الأثاث

ليست ذلك فحسب، بل أكدت "عوض" أنه تم تسليم المرحلة الأولى من المشروع للصناع الذين حجزوا ورش كاملة المرافق لوحداتهم، على أن يبدأوا في نقل المعدات الخاصة بهم، وذلك على نفقة الغرفة التجارية بدمياط ليتحول حلم إنشاء أكبر مدينة متخصصة في صناعة الأثاث بالشرق الأوسط إلى حقيقة

فكرة إنشاء تلك المدينة، بدأت في عام 2015 حينما أصدر إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، قرارًا بإقامة مدينة صناعية متكاملة لصناعة الأثاث في دمياط لتكون مركزًا لترويج الصناعة المصرية للأثاث عالميًا، والعمل على إعادة الريادة لمصر في هذا المجال

تعتبر المدينة الجديدة بدمياط من أهم المشروعات القومية؛ لأنها تهدف إلى دعم هذه الصناعة، وإعادة انتعاشها من جديد بعد الركود الذي ضرب هذه الحرفة، وما يتعلق بها من الصناعات الصغيرة المكملة لها في السنوات الماضية؛ لذلك تم إنشاء هذه المدينة بهدف تطوير هذه الصناعة الحيوية ومواكبة المنافسة العالمية

بحسب ما أعلنته بيانات وزارة التجارة والصناعة في مارس الماضي، شهدت الواردات المصرية إلى تركيا تراجعًا خلال العام الماضي بنسبة 13.7% لتسجل 2.4 مليار دولار مقابل 2.7 مليار دولار في عام 2016

وقبل افتتاح تلك المدينة الجديدة، كان لا بد من معرفة العقبات والمشاكل التي تواجه أصحاب الورش والحرفيين هناك. "الدستور" تواصلت مع عدد من أصحاب ورش ومعارض الأثاث من قريتي الشعراء والخياطة، أحد المراكز الرئيسية لصناعة وتصدير الأثاث في مصر؛ لرصد آرائهم حول مدينة الأثاث الجديدة

محمد أشرف، صاحب ورشة ومعرض للأثاث بدمياط، يرى أن سعر المتر في المدينة الجديدة مرتفع، حيث يبدأ من 6000 جنيهًا، مشيرًا إلى أن معظم أصحاب الحرف ليس لديهم القدرة على شراء أو تأجير ورشة ومعرض هناك؛ وذلك بسبب ما اعتبره "مبالغة" في سعر المتر

ويتابع: "أنا واحد عندي ورشة ومعرض بسوق فيه شغلي مساحته حوالي 300 متر هجيب منين فلوس عشان اشتري حتى نصف المساحة دي في المدينة، عاوزين معارض تساعدنا في تسويق منتجاتنا في باقي محافظات مصر وخارجها، بالإضافة إلى أن المدينة بعيدة جدًا عن منازلنا"، مضيفا: "لسنا في حاجة إلى توفير وسائل المواصلات فقط وإنما مراعاة توفيرها بأسعار مناسبة لنا وللعمالة التي نقوم باستئجارها"

تقام المدينة على مساحة 331 فدانًا، بتكلفة 5 مليارات جنيه وتضم 2400 ورشة صغيرة ومتوسطة على مساحة تقدر بحوالي 70 فدان لتبلغ مساحة الورشة الصغيرة من 100 إلى 150 مترًا

وتم تخصيص مساحة تصل من ألف متر إلى 10 آلاف متر لإنشاء مصنعًا متخصصًا، وقُدرت مساحة أول مصنع في مدينة الأثاث بـ 2550 متر مربع سيتم تقسيمه إلى 24 ورشة لصغار صناعي الأثاث

تم توفير البنية الأساسية اللازمة لها من خدمات ومرافق، وتشمل على مركزًا لتوريد اللآلات والخامات اللازمة لصناعة الأثاث في مصر، للعمل على تقليل سعر المواد المستخدمة والخامات وتكلفة الصيانة والتشغيل، ما يساعد في تقليل التكلفة، بالإضافة إلى توافر الترويج والتسويق لمنتجات المدينة محليًا ودوليًا، إلى جانب الدعم التي تقدمه المدينة لأصحاب الورش الصغيرة والمتوسطة، لفتح أسواق للتصدير، من خلال إقامة المعارض الدائمة

"40% من ورش الأثاث عندنا قفلت"، بهذه الكلمات بدأ الحاج محمود، يعمل في تسويق منتجات الورش بدمياط، حديثه عن الحال السائد في محافظة الأثاث؛ بسبب ارتفاع أسعار الخامات والمواد أغلق عدد كبير من أصحاب الحرفة محلاتهم التجارية وورشهم

يقول: "نأمل في مدينة الأثاث الجديدة بإصلاح حال هذه الصناعة وإنقاذها حتى تعود محافظة دمياط للريادة في عالم الأثاث مرة أخرى"

بحسب آخر إحصاء صدر من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، فقد تراجعت حجم صادرات وواردات مصر من الأثاث، فوصل حجم تصدير الأثاث 31.6 مليون دولار في شهر مايو عام 2017، مقابل 34.1 مليون دولار فى مايو 2016، بنسبة انخفاض قدرها 7.3%

فيما ارتفعت قيمة صادرات الأثاث التركي في الأسواق المصرية، خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2018 إلى 1.1 مليار دولار، مقابل 828 مليون دولار في نفس الفترة في العام الماضي

Credits:

Created with images by Matteo Catanese - "The smokey city" • JuniperPhoton - "untitled image" • www_slon_pics - "despaired businessman business" • jessebridgewater - "kitchen dining interior" • Pexels - "architecture bar building" • Randy Fath - "untitled image" • Braden Collum - "untitled image" • Sam Loyd - "Revelry 4"

Report Abuse

If you feel that this video content violates the Adobe Terms of Use, you may report this content by filling out this quick form.

To report a copyright violation, please follow the DMCA section in the Terms of Use.