Loading

ترحال في حب الله حكايات المريدين على موالد آل البيت

زينب صبحي - نادية عبد الباري

دقات طبول، أصوات مديح، تفوح منها رائحة البخور، المسك، العنبر، يكتسي المارة باللون الأخضر أو الأبيض، ألعاب تكسو الساحات، بالإضافة إلى تناثر الحلوى في المكان، هكذا تظهر موالد آل البيت، طوال العام

يحتفل المسلمون في هذه الفترة الراهنة، بتوارد عدد من الموالد، حيث كان منذ أيام مولد علي زين العابدين، ومن المفترض أن يقام بعده بحوالي 5 أيام، مولد سيدى شبل، بالمنوفية، يليه مولد أحمد البدوى، والذي يحتفل به أهالى محافظة الغربية بشكل خاص، بالإضافة إلى مولد السيدة زينب، في القاهرة

الليلة الكبيرة في رحاب الحسين

في التقرير التالي، يرصد "الدستور" رحلات مريدي آل البيت والأولياء الصالحين، مصادر رزقهم التي يعتمدون عليها في هذه الرحلات، فضلا عن أفكارهم التي بسببها يقضون معظم العام بعيدًا عن ذويهم، وأطفالهم

نعيمة محمد حسن، سيدة في الخامسة والسبعين من عمرها، أحد أبناء محافظة الغربية، عاشت معظم سنواتها في رحاب أولياء الله الصالحين وآل بيت رسول الله، سخرت حياتها لإطعام للوافدين على مقامتهم، حسبما تعلمت من والدها الذي كان يأخذها معه في كل الموالد منذ أن كان عمرها سنتين، بعد أن توفت والدتها

بعد مرور سنوات عدة واظبت فيها نعيمة على العادة التي رباها عليها والدها، تزوجت من أحد شيوخ الطريقة الرفاعية، وأنجبت منه خمسة أولاد، جميعهم رجالًا تخرجوا من كليات القمة

بدأت رحلتها هذا العام من مسجد الحسين، ومنذ ذلك الحين لم تعد لبيتها إلا شهر فبراير الماضي فقط، وعن مصدر الطعام الذي تصنعه في الموالد قالت نعيمة إن أموال الطعام هذه يجلبها إليها بعض فاعلي الخير، بالإضافة إلى كبار الطريقة الذين يضعون أموالا طائلة كي تكفي موائد طعامهم كل وارد على رحاب آل البيت، معلقة : كله من خير الله ولا نرد سائلًا

حسن، رجل في السبعين من عمره، ذو بشرة سمراء، ولحية اختلط فيها اللونين الأبيض والأسود، اكتسى باللون الأخضر، وإلى جواره زوجته سعدية، والتي ارتدت جلبابًا وحجابًا أبيضًا، حاملان معًا حقيبة سوداء كبيرة، واضعان فيها بعض الفاكهة، وإلى جوارهم قطع الخبز الفلاحي، وإناء فخاري كبير به جبن قديم

قال حسن لـ "الدستور" إنهما يبدأن رحلتهما من محافظة سوهاج، حاملين الأموال القليلة التي تسد تكاليف رحلتهم إلى القاهرة، والتنقل بين مقامات آل البيت وأولياء الله الصالحين، تقربًا إلى الله، طالبين الرحمة لأبنائهم الثلاثة الذين لقوا حتفهم في حادث انهيار طابق المنزل على رؤوسهم

"ده اللي نقدر نقدمه.. هكذا أوضحت سعدية، أنها لا تستطيع أن تذبح الذبائح، لرواد آل البيت، قائلة إن المش والعيش الفلاحي، هما ما تقدر عليه هي وحسن، خاصًة وأنهما على باب الله، ليس لديهما عمل يرزقان منه، وإنما يقدم لهم أهالي القرية الأموال، والطعام، وفي الموالد يرزقان من وسع، معلقة "ربنا بيبعت لنا الناس اللي يدونا من خيره"

هؤلاء جميعًا، ومعظم الواردين على موالد آل البيت، ينتمون إلى الطريقة البدوية التي تتشعب في مصر ويتشعب منها عدد من الطرق وهي، الشناوية، المرازقة، الشعيبية، الزاهدية، الجوهرية، الفرغلية، الإمبابية، البيومية، السطوحية، الحمودية، التسقيانية، الكناسية، المنايفة، الجعفرية، الجريرية، الحلبية، السلامية، والكتانية

ليست الطريقة البدوية وحدها التي تتشعب بين أهل مصر، وكذلك الطريقة الرفاعية، الشاذلية، البرهامية، كلها طرق صوفة لها تعاليم عدة مختلفة في الاحتفال بالموالد آل البيت، أولياء الله الصالحين

وكان لعماد محمد، أحد أبناء محافظة المنيا، طريقته الخاصة في التصرف، امتلأ قلبه بالزهد، بادئًا رحلته في البحث عن الراحة النفسية بعد أن نشبت العديد من المشاكل بينه وبين أخوته على الإرث، فهرب من كل ذلك بطفليه وزوجته إلى الطرقات القريبة من آل البيت،فعاش في رحاب السيدة زينب، وانتقل لمسجد الحنفي والسيدة عائشة ونفيسة، مرورًا بآل البيت جميعًا سواء بالقاهرة أو الأقاليم، افترش الشارع برفقه أسرته، وظل يعمل في حرفته ككهربائي بالنهار، وطباخ في الليل، ليحصل على قوت أولاده، بعيدًا عن المال السهل الذي ورثه عن والده، كما أنه يعيش على ضفاف الموالد التي تقام بشكل دوري طوال العام، فلا يوجد شهر إلا وقد حلت عليه البركة بميلاد أحد الأشراف فيه

أما عن عم محمد، فقال إنه يبدأ جولته فى أضرحة آل البيت مع مطلع العام، بمولد الحسين ويقدم فيه الطعام طوال 25 يومًا، ثم ينتقل إلى مولد السيدة فاطمة، ومن ثم موالد السيدة نفيسة، السيدة سكينة، والسيدة رقية، يقضي بهم 45 يومًا، ومولد الإمام على زين العابدين يظل فيه 20 يومًا، ويستمر شهرا في خدمة السيدة زينب.

ضريح السيدة زينب بالقاهرة

"كله من عطاء الله، وعطاء الله رزقه مفتوح".. هكذا تحدث عم محمد، مؤكدا أنه لا يضع ميزانية خاصة بالطعام، إنما يطهى ما يرزقه الله به، موضحًا أن نفحات المولد تتوالى عليه منذ حوالي أكثر من ثلاثة أشهر، وأنه يبدأ الطهى منذ الساعة السابعة صباحًا، ويمتد حتى منتصف الليل

وفي فبراير الماضي، أصدر الأزهر الشريف، قرارا يقضى بمنع الطلاب الوافدين الذين يدرسون بجامعة الأزهر من المشاركة في حضرات ومجالس العلم الذي تدشنها الطرق الصوفية داخل ساحاتها، وحذر طلاب دول آسيا وماليزيا والشيشان والسودان والفلبين من المشاركة في حلقات وتجمعات الصوفية، الأمر الذي أحدث حالة من القلق والغضب بين شيوخ الطريقة الذين يملكون هذه الساحات

ومن أبرز الساحات الصوفية التي تشهد حضورا مكثفا من الطلبة الأجانب، ساحة الدكتور علي جمعة، والمقطم، وأيضا ساحات الطريقة الهاشمية والعشيرة المحمدية والطريقة النقشبندية، وكذلك ساحة الإمام الشعراوي بالسيدة نفيسة

زحام حول مسجد السيدة نفسية بمولدها

Credits:

Created with images by smuldur - "cami shrine tomb" • chidioc - "kid praying muslim" • 2743063 - "old woman morocco marrakech" • Reiner Knudsen - "untitled image" • rosscainsphotography - "muslim islam religion" • LorettaLynn - "mosque muhammad ali pray" • werner22brigitte - "arabs face orient" • George Kourounis - "untitled image"

Report Abuse

If you feel that this video content violates the Adobe Terms of Use, you may report this content by filling out this quick form.

To report a copyright violation, please follow the DMCA section in the Terms of Use.