لم تدرك "نسمة " الفتاة العشرينية أن فاتورة طلاقها لن تتحملها وحدها ولكن سيتحملها معها أبنائها وسيدفعونها مضاعفة ، فابنها الثاني الذى أكمل الخمس سنوات لم يتم قبوله في خمسة مدارس خاصة قدمت فيهم طلبات التحاق، والسبب لم يكن متوقع السبب أن أمه مطلقة، أو كما قالوا لها نصا "لا نقبل أطفال الآباء المنفصلين" فكانت صدمتها التى تسببت لها فى حالة انهيار تام وبكاء متواصل
وفقاً لتقارير الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء، فأن هناك 5 مليون مطلقة، يخضن حرب شرسة مستترة مع المدارس الخاصة التى لا يهمها فى الأمر سوى مصالحها المادية، وتبعد قدر استطاعتها عن المشاكل التى قد تحدث بين الأبوين المنفصلين وتؤدى لتأخر دفع المصروفات، وأزمات النزاع القضائي بين الوالدين
وأضافت أنه من المعروف ان المدارس الخاصة لها شروط غير منطقية بالإضافة للسن والمربع السكنى والمستوى التعليمي للأم والأب ولكن الأن أضافوا سبب أغرب لا يمكن أن نراه فى أي بلد فى العالم وهو ان استقرار وضع الأسرة التى ينتمى لها الطفل وكأنهم يعاقبون المطلقة
أما فاطمة محمود، مطلقة وأم لطفلة ، قالت ان المدارس تشترط حضور الأب فى المقابلة الخاص بالقبول ، وانها قدمت لابنتها فى مدرسة سانت فاتيما فرع الحجاز وعندما ذهبت فى ميعاد المقابلة رفضوا دخول الطفلة للمقابلة بدون والدها وأنها وجدت تعنت شديد من قبل إدارة المدرسة وخاصة حينما قالت انها منفصلة عن والده فكان رد الموظفة الإدارية نصا : كمان .. لا..احنا ما بنقبلش أطفال اهاليهم مطلقين
ويقول سيد محمود محامى قضايا الأسرة، أن المدارس التى ترفض قبول أبناء المطلقات تفعل ذلك تخوفا لأن تطالب الأم الحاضنة بعد قبول صغيرها بإعفائها من المصروفات وفقا لقرار وزير التربية والتعليم الذى يعفى المطلقات والأرامل بشكل كامل من تسديد المصروفات المدرسية من جميع المدارس ومنها المدارس الخاصة ، وبالتالي فبمجرد قبول الطفل بأي مدرسة يتم اعفاءه بشكل تلقائي من المصروفات وفقا لقرار وزير التربية والتعليم
ويضيف المحامي لكن المدارس لا تعرض نفسها لأى مسائلة قانونية كما قال ،لا تجاهر بهذا السبب عند الرفض وتتحايل وتضع أسباب أخرى وفى أسوء الظروف تخبر الأم شفهيا أن المدرسة تشترط أن يحضر الأب فى المقابلة هو والام وهذا غالبا يصعب تحقيقه، مشددا على خطورة هذه الظاهرة التى حتما ستتسبب فى أزمة مجتمعية ، وستزيد المشاكل النفسية لأطفال المطلقات الذين تزايد عددهم بشكل مخيف فى 2017 وتعرض الأطفال لخطر الانحراف
الدكتور "فؤاد " قال لـ"الدستور"أنه تلقى فى العام الماضى عددا من الشكاوى من أولياء الأمور انتهت العلاقة الزوجية بينهم وبين شركائهم بسبب التعسف الشديد من قبل إدارات بعض المدارس التى تمنع لوائحها قبول أوراق الأطفال الأباء المنفصلين، موضحا أن الأمر لم ينته وان هذه المهزلة لم تتوقف حتى الأن ولذلك سوف يقدم طلب إحاطة مجددا حول هذا الأمر، ومطالبا أولياء الأمور الذين يواجهون هذه المشكلة بالتواصل معه وإعلامه بالتفاصيل حتى يتخذ اللازم
بينما أكدت الدكتورة ماجدة نصر عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب أن مواقف هذه المدارس مخالف للدستور وأنه سيتم مناقشته والتحقيق فيه من قبل اللجنة ووزارة التربية والتعليم وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة