عدسة : نادر نبيل / إعداد : نادية مبروك
الحدادة مهنة لا يقترب منها الكثير من الرجال، فهي مهنة تعتمد على النار التي قد تكوي مؤمناً، لذلك يهرب منها الكثيرون إلا الأسطي أسماء، أبنة مدينة دكرنس بمحافظة الدقهلية التي تمردت على التقاليد التي تقول أن الفتاة مكانها المنزل وقررت أن تكون أصلب من الرجال
بدأت أسماء العمل في سن مبكر للغاية، وفي الخامسة عشر حين كانت الفتيات يحلمن بالفستان الأبيض ويلعبن بالعرائس كانت هي تمسك بالمطرقة لتشكل قطع الحديد
ظروف الحياة أجبرت أسماء على العمل في تلك المهنة الشاقة، فالشابة صغيرة السن التي لم تتجاوز السابعة والعشرين ربيعاً، امتهنت الحدادة بعد مرض والدها لمدة تجاوزت العشر سنوات، ولرغبتها في استكمال شقيقتها تعليمها قررت أن تكون هي الأسطي
النار هي رفيقة حياة أسماء، فالشرارة من أدوات اللحام، وكذلك نيران الكير لتشكيل المعادن المستخدمة في عملها، وإذا كانت النار قد تكوي المؤمنين ومنهم أسماء أحيانا، إلا إنها اعتادت حروقها
وتختلف حياة أسماء ما بين الورشة والمنزل، فهي في الورشة الأسطي أسماء التي اكتست تصرفاتها بملامح الخشونة والرجولة، وفي المنزل هي أسماء البنت التي تقوم بكل مهام المنزل ومنها رعاية الطيور وتحضير العشاء